الجدية واليد الممدودة للجزائر.. الوردي يبرز أهم الرسائل التي تضمنها الخطاب الملكي

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال مناسبة عيد العرش، رسائل عديدة إلى مختلف الفاعلين والمؤسسات من أجل اتخاذ الجدية في العمل شعارا أساسيا، قصد إنهاء جل الاشكاليات التي قد تؤثر على المجتمع المغربي.
وفي هذا الصدد، قال عباس الوردي، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في حديثه للجريدة 24، إن لفظ “الجدية” تكرر أزيد من 10 مرات في الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس، وهو ما يؤكد أنه لتحقيق النجاحات لا بد من مواصلة العمل والمثابرة.
وأكد الوردي، أن صاحب الجلالة ركز في خطابه على تغليب المصلحة العامة، وتعيين الكفاءات في مواقع القرار، وربط المسؤولية بالمحاسبة، وهو ما يثبت أن المرحلة المقبلة ستكون أكثر صرامة، من أجل إنهاء مختلف الاشكاليات التي قد تشكل عائقا في تطور المملكة مع انهاء تبذير الوقت في قضايا لا تعود بالنفع، بهدف الارتقاء بنموذج الدولة الاجتماعية والبناء التنموي الجديد.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، إن الملك في خطابه خصص حيزا مهما لعدد من الإنجازات التي قامت بها المملكة، سواء تعلق الأمر بالمجال الرياضي، عبر وصول المنتخب المغربي الأول لكرة القدم إلى المربع الذهبي لكأس العالم، وكذا تقديم ملف الترشيح للمونديال 2030 رفقة البرتغال وإسبانيا، والذي تتطلع من خلالها المملكة ان تكون تاريخية، باعتبارها أنها تجمع بين قارتين وحضارتين، إفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلى التطور الحاصل في القطاع الاقتصادي بعد صناعة أول سيارة مغربية والعمل على مواصلة إنجاز عدد من المشاريع الحالية، الذي ستضر بالنفع على البلاد، مثل ورش الحماية الاجتماعية، ومشاريع الماء والإقبال على مجال الاستثمار.
وأبرز المتحدث ذاته، أن الملك في خطابه اعتبر الشباب هم المسؤولون في بناء المستقبل، حيث أعطى المثال بالشابين الذين ساهما في صناعة أول سيارة مغربية تعمل بالهيدروجين الأخضر، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بهذه الفئة وجعلها أداة لتطوير المملكة مستقبلا.
كما أوضح ذات المتحدث، أن جلالة الملك محمد السادس تطرق مجددا لمسألة اليد الممدودة إلى الجزائر، من أجل الصلح وطي صفحة الخلاف، حيث أكد أن الجارة حكومة وشعبا تعد صديقا وأخا للشعب المغربي، وهو ما يظهر أن هناك شيء من التحسن والتطوير لهذه العلاقة في السنوات المقبلة.
وتابع عباس الوردي، أن هذا الأمر من شأنه يعزز الدعوة المتكررة لفتح الحدود وطي صفحة الخلافات والسجال بين البلدين، مؤكدا إلى أن المغرب يسعى من خلال ذلك للانفتاح على جاره الشرقي بهدف النهوض بأوضاع البلدين.
وعلى مستوى الجانب الخارجي، أوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن جلالة الملك محمد السادس، تطرق إلى توالي الاعترافات بالصحراء المغربية مع استمرار افتتاح القنصليات في عدد من الأقاليم الجنوبية، مع اشادته بالاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، وكذا عدم التنكر المغرب ملكا وشعبا من مساندة الشعب الفلسطيني والاستمرار في دعم قضيته.