بين حكمة الملك محمد السادس وجهل أبواق الـ"كابرانات"

الكاتب : الجريدة24

06 أغسطس 2023 - 01:00
الخط :

هشام رماح
من المستحيل جعل الجاهل يستمع لصوت العقل وينصت إليه، وهو أمر واقع متجسد بين المملكة الشريفة التي تمد يدها إلى الجزائر مرارا انتصارا للجيرة والأخوة وبين نظام عسكري أجلف يرى في هذه المبادرة ما وصفته أبواقه هناك بـ"الخوف من تعاظم قوة الجزائر".
يقال إن على العالم أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض، وفعلا ظهر أن الـ"كابرانات" وأبواقهم مرضى استبدت بهم كل الأعراض، حتى أنهم لم يعودوا يفقهون الكلام الواضح الصريح فكيف إن طلبت الظروف منهم فك الكلام المشفر الذي لا ينتهي إليه إلا العقلاء.
وكما جدد الملك محمد السادس دعوته النبيلة إلى الـ"كابرانات" وناشد العقلاء منهم للعودة إلى كلمة سواء بين المملكة المغربية وجارتها الجزائر، وتذويب الخلافات بينهما من أجل بناء مستقبل أفضل ومواجهة مشتركة لتحديات الغد التي ترمي بظلالها على المنطقة المغاربية، فإن هكذا دعوة ترجمها الجاهلون ضعفا وتوددا من الخوف!!!
وذهبت الظنون بالنظام العسكري الجزائر إلى أبعد من أنفه الاكتفاء بتحليل خطاب جاء مباشرا واضحا وصريحا يتغيا اللمة بدل الفرقة، فإن العسكر وبدلا من الانكفاء عن تخويف الشعب الجزائري بالمغرب الذي وعد أنه لن يكون مصدر سوء أو شرور للجزائر، تجاوز هذه النقطة ليعمي العقول البصيرة، ويطمس عليها وهو يطلق أبواقه لتردد ما لا يستقيم من كلام.
وتردد الدكاكين الإعلامية التي تقدم سلعة الـ"كابرانات" الرديئة من الكلام الأجوف والهرطقات، أسطوانة أن المملكة المغربية خائفة من "القوة الضارطة" وأنها تخطب ود الجزائر بعدما أنهكها الخصام وقبله الهلع، وهي بذلك تترجم الكلام الصريح إلى ما يرضي جنون العسكر ويجعلهم يتزينون بنياشين مزيفة بشأن ما يظنونها حربا شنوها على المغرب وانتصروا فيها بعدما دعا قائده إلى عدم الالتفات إلى الماضي والتطلع إلى المستقبل.
وأخطأ الـ"كابرانات" الفهم بأن المملكة المغربية ماضية في سبيلها، وبأنها إنما تريد من الجزائر أن تتعظ والطغمة المتحكمة فيها، وإخبارها بأن القطار الذي ركبه الجار الغربي لن ينتظر الجارة الشرقية طويلا وبأنه يطلق العنان لسرعته أكثر من السابق بشكل يجعل دولة العسكر متخلفة بكثير في الوراء.
لقد تحمل المغرب المسؤولية في صون الجزائر وكرامة الجزائريين من كل عدوان يسوق له الـ"كاربانات" على أنه قد يأتي من ناحيته، كما أخلى الملك محمد السادس قائد البلاد مسؤولية المملكة الشريفة من كل الادعاءات والأراجيف التي رميت بها سابقا وما قد ترمى به مستقبلا من اتهامات بمحاولة قطع شعرة الأخوة التي لا تزال تجمع بين شعبين جارين جمعتهما الجغرافيا جنبا إلى جنب.
وإن لم يشذ الـ"كابرانات" وأبواقهم عن ديدنهم وهم الباحثين على "نصر" يبلسم جراحهم وهم يعاينون الأضرار التي لحقتهم من القطيعة مع المغرب والقرارات الرعناء التي اتخذوها ظنا منهم أن سيجعلونه محاصرا محشورا في الركن، فإنهم، فعلا، لا يزالون يبعثون على الخوف من جزائر مسكينة أصبحت مثل الرهينة في قبضة عسكر أجلاف لا يقيمون وزنا إلا إلى أهوائهم وأنفسهم المريضة التي تترجم كل شيء غلطا، بما يستلزم مخاطبتهم مثل مخاطبة الطبيب للمريض.

آخر الأخبار