بعد الكذب على "أنطونيو غوتيريس".. سوءة الإعلام الجزائري تتبدى عارية أمام الأمم المتحدة

هشام رماح
أراجيف الإعلام الجزائري امتدت لتشمل "أنطونيو غوتيريس"، الأمين العام للأمم المتحدة، الذي وجد نفسه في دوامة هجوم إعلامي، بعد ذيوع خبر زائف، من لدن أبواق الـ"كابرانات" حول قضائه عطلته الصيفية في مدينة فاس العتيقة بالمملكة الشريفة.
وكانت صحيفة "L’Expression" الجزائرية، هاجمت في مقال لها الأمين العام للأمم المتحدة، مستندة على في ذلك على كذبة عنت إلى القائمين عليها حول قضاء "أنطونيو غوتيريس" لعطلته الصيفية في فاس، وقد عنونت المقال بـ"لقد اختار تمضية عطلته بفاس.. الخطوة الخاطئة لـ"غوتيريس"، مرفقة ذلك بصور له في المدينة المغربية.
المقال الذي نشر في 12 غشت الجاري، لم يمر دون أن يعري سوءة الإعلام الجزائري، خاصة وأن "L’Expression" ناطقة بلسان حزب التجمع الوطني الديمقراطي الجزائري المعروف اختصارا بـ"RND" وهو الحزب المشارك في حكومة الجارة الشرقية، إذ نزل على رؤوس القائمين عليها تكذيب من المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.
وانبرى "استيفان دوجاريك" المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى تقريع صحيفة "L’Expression"، من خلال بيان حقيقة ضمنه دروسا بشأن سبل التقصي والتحري المفترض معرفتها من لدن القائمين عليها ومحرر الخبر، وهو البيان الذي نشره البوق العسكري مُكرَها.
وجاء في بيان الحقيقة المذيل من المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "استبد بي الحزن حين مطالعتي خبرا يحبل بالمعلومات المغلوطة".. لقد كان يسيرا التحقق من صحة صحة ما ورد فيه عبر مرسلة إلكترونية أو الاتصال هاتفيا بالأمم المتحدة.. لكن وللأسف فإن طريقة صياغة المقال لا تدع مجالا للشك حول نوايا الصحفي ومدى تهجمه على الأمين العام للأمم المتحدة".
ولوضع القائمين على "L’Expression" عند حدهم ووقف نزيف هرطقاتهم، أفاد "استيفان دوجاريك" بأن "أنطونيو غوتيريس" يقضي بالفعل عطلته الصيفية لكن في "البرتغال" ثم "الولايات المتحدة الأمريكية"، وليس في مدينة فاس على أي حال من الأحوال".
وبشأن الصور التي رمى بوق العسكر إلى التأكيد به على "صحة" البهتان الذي افترته على الأمين العام للأمم المتحدة، أفاد بيان الحقيقة بأنها تتعلق بمشاركة "أنطونيو غوتيريس" في منتدى تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة وقد التقطت في نونبر 2022، ليختتم "استيفان دوجاريك" بالقول إن كل ما سبق هو "حقائق عامة ومتاحة ويمكن التحقق منها بسهولة".
يشار إلى أن التطرق لموضوع عطلة "أنطونيو غوتيريس" في المغرب المكذوب، أثاره الإعلام الجزائري في خضم الصفعة التي تلقاها نظام الـ"كابرانات" وقد عاين هؤلاء "بيدرو سانشيز" المتصرف في الحكومة الإسبانية، وهو يقضي جزءا من عطلته الصيفية في مدينة مراكش، قبل الانتقال إلى جزر الكناري، ليزيد إعلامهم في العلم وليحاولوا تصوير الأمر كونه "مؤامرة" مغربية ضد الجزائر وصنيعتها "بوليساريو".