حسن بناجح.. عندما يفتي مريد الشيخ وابنة الشيخ في شؤون الغابون ويصمت عن التنكيل بالمصحف الشريف

هشام رماح
بعدما فقد صوته طويلا وضرب حول نفسه طوقا من الصمت.. نطق أخيرا حسن بناجح، الكائن الهلامي أو "ذبابة" جماعة "العدل والإحسان" الإلكترونية، الذي نذر نفسه إلى الأبد مريدا للشيخ وابنة الشيخ، وقد قرر أن يدلي بدلوه فيما يقع هناك في الغابون التي ليس له في مبلغ علمه منها إلا الاسم.
وتسلَّط حسن بناجح، على العباد عبر العالم الافتراضي مفتيا في الديمقراطية ومشتملاتها، وكأن به استطاع فك الطلاسم التي رماها عليه الشيخ وجعله تابعا له وذنبا لما خلفه بعد سنوات، وكل نجوى هذا "الذيل" من تسلطه، هو أن يترامى على بلاغ المملكة المغربية الذي يعلن عن موقفها مما يجري في الغابون، طمعا في إرضاء بطانة السوء إلى حيث ينتمي.
وقد يكون من حق حسن بناجح، أن يلوك بلسانه ما يشاء، وأن يفتي في تداول السلطة وفي الانتقال الديمقراطي والعديد من المرادفات والمقاربات التي يحفظها ولا يفهم معانيها، لكن أن ينحاز مريد الشيخ إلى الصمت، إزاء ما حدث من تطاول على المصحف الشريف، من قبل العراقي "سلوان موميكا"، الذي حرق نسخة منه، ووجد لنفسه من يسانده في "قناة ريفيزيون"، حيث ينفث "أخوه" عمر إحرشان، سموم الجماعة التي ينتميان إليها، في حضرة بقايا "الرفاق" من أتباع المعطي منجب.. فذاك أمر يبعث على الاشمئزاز.
وإنه لأمر عجب عجاب ذاك الذي يهم مريدو الشيخ في الجماعة، مثل حسن بناجح، وقد لبسوا كل الألبسة التي يرون أنها تخدم حلف الشر الذي ينتسبون إليه ويعتمل في داخل الوطن، بعيدا عن رداء الدين الذي التحفوه لسنوات، فأن يحرك ما يقع في الغابون ذباب الجماعة ليجعله يطن من جديد، إزاء صمت مريب حول ما وقع للمصحف الشريف، يشي بأن في انتهازية "إخوان" الجماعة ما يصيب بالغثيان.
ثم عن أي ديمقراطية جاء يتحدث حسن بناجح؟ وهو الذي جثم على صدره وصدور إخوانه شيخه الراحل عبد السلام ياسين، حتى فعل الله أمره وقضى نحبه، ليتمسح كل هؤلاء بابنة الشيخ، ويخنعوا بأمر منها حتى جنح "خليفته" محمد العبادي، الذي أصبحوا يرونه دون البشر، وجعلوه في مرتبة أعلى من أنفسهم، فهل في ذلك شيء من الديمقراطية أم أن حسبهم في ذلك عذرهم أن من يحكمونهم داخل الجماعة هم حكام بأمر الله.
بدلا من التفقه والتفنن في الاسترسال بسهل الكلام في ما يقع بالغابون، كان حريا على حسن بناجح، أن يتفقه في ما يعنيه وما قد يزيل الغشاوة عن عينيه، الغشاوة التي جعلته يصرف نظرا عن الانتصار للمصحف الشريف، متى قررت "ريفيزيون" فتح الطريق أمام "سلوان موميكا" الذي نكل ومثَّل به (والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين)، لا لشيء سوى لأن الشيخ أمره وأمثاله من المغرر بهم بالصمت.. لعلهم يقضون أمرا.