لبنى الفلاح.. الباحثة عن تأجيج الأوضاع كرمى لولي نعمتها "زيان"

هشام رماح
في كل محنة يبزغ علينا أمثال "الصحفية المستبصرة" لبنى الفلاح الموشومة بعشقها لخبير المؤخرات محامي طيور الظلام محمد زيان، يخرج علينا هؤلاء وينبعثون من مرقدهم ليلبسوا الحق بالباطل، وليدبجوا مقالات يحاولون من خلالها تصفية حساباتهم الضيقة مع الوطن، في ظرف لا يحتمل ذلك.
فماذا دهى لبنى الفلاح حتى تولول علينا وهي لا ترى في تدبير السلطات المغربية لزلزال الحوز ما يعجبها؟ لربما أن حياتها أصبحت مبعثرة بعدما خُلِع عنها محمد زيان، وسيق نحو السجن حيث يقبع بعدما انطلق مثل ثور هائج وسط سوق للزجاج وراح يكسر ويهدم بكلامه وأفعاله الساقطة كل شيء.
وبعيدا عن العشق الممنوع بين لبنى الفلاح ومحمد زيان، بسبب جدران السجن التي تحول بين عواطفهما الجياشة، تتبدى خسة الكركوز التي التي رقص قلبها طربا وانتشت حبورا، بعدما مادت الأرض ومالت بالمغاربة في منطقة الحوز، إذ وبدلا من أن تستكين وتنتصر للأمل في عزة الألم، راحت تشحذ سوء كلامها في حق مؤسسات الدولة التي تدبر تداعيات وآثار هذه الفاجعة الطبيعية.
وارتأت عشيقة محمد زيان أن تقتنص مثل هكذا "فرصة" لتحاول تسوية بعض ما انكسر في دخيلتها واعوج في نفسيتها، ولتسعى جاهدة إلى التنفيس عما يخالجها من آلام وفواجع بعد فراق الحبيب الزياني، عبر توجيه سهام النقد المسمومة إلى مؤسسات دولة قائمة ذات سيادة، تدبر الأزمة بشكل يخطف إعجاب العالمين، وحسبها أنها تستند على عزائم حرائرها وأحرارها، أينما تعينوا.
وسيرا على ديدنها، راحت لبنى الفلاح تزدري كل المبادرات، وتذم كل المساعي، التي تؤتيها الدولة المغربية لاحتواء وضع اضطرب بفعل هزة أرضية، دمرت وهشمت كل شيء إلا اللحمة التي تمت بين المغاربة ومؤسسات الدولة التي يتشبثون بها ويعتقدون في قدرتها المكينة، على تجاوز الأزمة التي لاحت منذ أن دكَّت الأرض دكًّا، إذ انزوت إلى مكانها القصي وراء شاشة الحاسوب، لتحاول أن تعطي الدروس وتسهب في رغبتها لبث الفرقة بين المغاربة ممؤسساتها.
ثم لربما أن لبنى الفلاح تبصر بما لا يبصر به المغاربة قاطبة، وهم يرون كل البلاد وبمختلف تلاوين مؤسساتها مجندة وراء الحوز تسعى إلى لململة الجراح وكفكفة الدموع والتحضير لغد أفضل، لساكنة أفجعهم الزلزال وطمر شهداءهم لكنه أحيا جذوة التفاؤل في قلوب الباقين منهم لمعانقة مستقبل أفضل، وهم يعاينون التفاف وطنهم كاملا حولهم.
إن أمثال "الصحفية المستبصرة" كثر وهمهم غير هموم المغاربة والمسؤولين الذين هم على الأرض، يكابدون الأهوال ويصرفون الدم والدمع والعرق لمحاولة تسوية وضع اعوج بزلزال قوي ومدمر أتى على منطقة الحوز، فكما أن مبلغ الحرائر والأحرار الانبعاث من جديد، لا تنشد لبنى الفلاح عشيقة خبير المؤخرات غير تأجيج الأوضاع والاصطياد في بركة الزمة الآسنة، لعلها تصفي ذهنها المشوش بفراق العشيق.