عندما لقن عمر هلال ممثل جوقة العسكر درسا في التاريخ والمقارنة بين العريق والطاريء

هشام رماح
في كل مرة يتسلح عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، بالحق ليقصف الجزائر ولا يبالي، وهذه المرة جاء القصف من قلب الأمم المتحدة بنيويورك وعلى شكل درس في التاريخ، يبدو أن ممثل الدولة المحدثة شرق المملكة الشريفة غاب ومن هم على شاكلته عن حضور الفصل لتلقينهم إياه.
ولم يتردد عمر هلال، خلال مناقشات اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي انعقدت أول أمس الأربعاء، في تأديب ممثل الجزائر الطارئة مؤخرا، الذي حاول اللعب بذيله مع دولة عريقة تجر خلفها تاريخا حافلا ليفرد أمامه كل مسببات انتفاء المقارنة بين البلد العتيق الضارب في القدم وبين الرقعة الجغرافية التي أُحدِثت في ستينيات القرن الماضي، بقلم المستعمر الفرنسي الذي بحث عن ترك بذور السوء في المنطقة حيث "أينعت" الحديقة الخلفية للـ"ماما فرنسا".
وفي رد على ترهات ممثل الجزائر، امتشق الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، الحقائق التاريخية لينزل بها على رأس خصم الوحدة الترابية للمملكة الشريفة، قائلا إن مبدأ الوحدة الترابية يعد مقدسا بالنسبة للبلدان العريقة التي تمتلك تاريخا وحضارة وثقافة، على غرار المغرب، المملكة التي يمتد تاريخها لأزيد من ألف عام، وليس الأمر كذلك بالنسبة لدولة مثل الجزائر، التي تم إنشاؤها قبل ستين عام فقط.
وزاد السفير عمر هلال أن "الدولة المغربية موجودة منذ 12 قرنا من الزمن" وبأن "الدولة المغربية كان لها سفراء في البلدان الأوروبية، في القرنين الـ15 والـ16" قبل أن يتساءل مستنكر "أين كانت الجزائر؟"، ليجيب بالقطع إنها "لم تكن موجودة"، ثم أردف في تحصيل حاصل أن "الوحدة الترابية تعد مقدسة بالنسبة للبلدان العريقة ولا يمكن أن تستوعبها الجزائر، التي تأسست في ستينيات القرن الماضي".
وإمعانا في تلقين ممثل الجزائر الذي يهرطق بما يلقنه إياه الـ"كابرانات"، أفاد السفير عمر هلال، بأن القرار 1514 بشأن تقرير المصير نص في مادته السادسة على الوحدة الترابية للدول وكرسها كمبدأ كوني، قبل أن يعرج من جديد على ممثل الجوقة العسكرية التي تحكم الجزائر قائلا "لكنني أدرك جيدا بأن أخي الجزائري، لا يستطيع أن يفهم معنى مبدأ الوحدة الترابية هذا، لأن عمر بلاده لا يكاد يبلغ الستين عاما".
وفيما حاول ممثل الجزائر التنصل من مسؤولية بلاده في افتعال النزاع حول الصحراء المغربية، قال الممثل الدائم للمغرب في الأمم المتحدة، إن هلال إن السفير الجزائري أصبح خبيرا في التمويه على إفلاس المشروع الجزائري الكارثي المتمثل في إقامة جمهورية وهمية في الصحراء المغربية، بحثا عن زعزعة استقرار المنطقة والحصول على منفذ نحو المحيط الأطلسي، قبل أن يبدي أسفه قائلا إن "هذا النزاع المفتعل من لدن الجزائر ساهم في وأد وتقويض اتحاد المغرب العربي".
وردا على ما تقدم به ممثل الجزائر، كون بلاده ذكرت 40 مرة في بيان المغرب، أفاد السفير عمر هلال بأن المغرب سيعمل دائما على التنديد بمسؤولية الجزائر في إبقاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية وبالتالي كشف ما تقوم به أمام الأمم المتحدة، واللجنة الرابعة ومجلس الأمن، مشددا على أن "الصحراء المغربية متجذرة بشكل نهائي وقطعي في مغربها، كما أنه من المؤكد أن المغرب متجذر في صحرائه، وبأن زمن تصفية الاستعمار في الصحراء المغربية قد ولى بلا رجعة.