لكل هذا الفرق كبير بين مغرب الواقع وجزائر المواقع في نصرة فلسطين

الكاتب : الجريدة24

15 أكتوبر 2023 - 08:00
الخط :

هشام رماح

بون شاسع تبدى بين شعارات النظام العسكري الجزائري في المواقع الافتراضية حول نصرته لفلسطين ظالمة أو مظلومة وبين ما يقترفه في حق مناصريها في الواقع المتجسد، الذي يعز المرء فيه أو يهان، وقد تجلت فضيحة العسكري وفق ما فجره "علي بلحاج"، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، الذي أكد وأد العسكر، في جارة السوء، لكل مسيرة تروم التعبير عن التضامن مع فلسطين وغزة تحت النار.

وانفضح أن الشعارات التي ظلت ترفعها الطغمة العسكرية من بطانة السوء التي تحكم الجزائر، خاوية وليست غير جعجعة يريد بها النظام العسكري رتق شرفه الضائع، عبر تحري "قومجية" بائدة بعقلية بليدة تنحو على الاعتقاد بأن ذلك قد يكسبها نقاطا على ظهر المملكة المغربية التي تلتزم الوضوح وتنأى بنفسها عن الخوض في سوق بيع الكلام والأوهام والاتجار بآلام الإخوة والآنام، مثلما تفعل دولة الـ"كابرانات" التي لم تخض الحرب يوما.

ولقد شهد شاهد من أهل الجزائر وهو "علي بلحاج"، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، الذي قال بالصوت الصداح في النهار الوضاح، إن الـ"كابرانات" المارقين في الجزائر منعوا تنظيم أي مسيرة مساندة لفلسطين، وأنهم طمسوا كل معالم شعار نصرة فلسطين ظالمة ومظلومة الذي ظلوا يلوكونه لغاية في أنفسهم المريضة التواقة لقصم ظهر المغرب فقط، وقد أطلقوا عسكرهم على المتظاهرين لينهالوا عليهم ضربا وركلا ورفسا، لأن الظنون ذهبت بهم إلى تصديق الشعارات الفارغة.

وفيما اجتاحت الجموع والجحافل عدة مدة عربية، أبرزها العاصمة الرباط، التي خرجت ، اليوم الأحد، عن بكرة أبيها هي والمدن الكائنة في ضواحيها ليعبروا عن تضامنهم مع الأشقاء الفلسطينيين، فإن في الجزائر ساد الصمت وتسيد الوجوم الموقف هناك، بعدما نزل العسكر بالهراوات على من شقوا عصا الطاعة واعتقدوا أنهم بنزولهم للشارع إنما ينزلون شعارات العسكر، في غفلة منهم أنها جوفاء لا تسمن ولا تغني من جوع.

وعلاوة على البون بين كلام المواقع الجزائري وفعل الواقع، يتجلى الفرق شاسعا بين المملكة المغربية التي أحيت علاقاتها مع إسرائيل، ولا تخاف قيادتها الرشيدة ولا شعبها الأبي في الحق لومة لائم، وبين نظام عسكري مارق، يستغل الشعارات لتصريف الأحقاد والضغائن، ومحاولة النيل من المغرب فقط، والحال أنهم لا يولون أهمية لا لفلسطين وللفلسطينيين، كما يظهر وقد منع الشعب في الجارة الشرقية حتى عن فتح فمه لنصرة الغزاويين.

ولعل "طوفان الأقصى" وما تلاه من رد إسرائيلي لخير دليل على المنعطف الذي عنده انكشفت سوء العسكر وعبروا عن أنفسهم صراحة كونهم مجرد "ظواهر صوتية" تارة تعلو وتارة تنخفض على حسب الأهواء بعيدا عن المباديء وما تتشدق به بطانة السوء في الجارة الشرقية، التي تخلت عن قناعها وتوارت إلى الخلف نائية بنفسه عن نصرة فلسطين ظالمة أو مظلومة، كما رددوا يوما وصدقوا أنفسهم دون أن يدروا أنهم يكذبون حتى أتاهم "طوفان الأقصى" بالخبر اليقين.

لكل هذا الفرق كبير بين مغرب الواقع وجزائر المواقع في نصرة فلسطين.

آخر الأخبار