"كابرانات" الجزائر يناقضون أنفسهم من أجل الترويج لصورة مغلوطة حول دعمهم لفلسطين

هشام رماح
غابت فرنسا وحديقتها الخلفية الجزائر عن "قمة القاهرة الدولية للسلام"، التي انعقدت بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أجل تدارس سبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وغوث المحاصرين تحت النار، ليتبدى أن الـ"كابرانات" يؤثرون المزايدات فقط، وهم يتخلون عن الالتئام مع العرب لإيجاد حل للوضع الراهن.
وإذ تسوق أبواق النظام العسكري الجزائري، لبطولة زائفة وهم يدعون شرفا يفتقده الـ"كابرانات"، بدفاعهم عن فلسطين ظالمة أو مظلومة، فلا ضير من التذكير بالموقف الذي تتبناه الجزائر لحلحلة القضية الفلسطينية، ألا وهو حل الدولتين، والذي يعد حلا سلميا تفاوضيا يفضي إلى الاعتراف بدولة فلسطينية استنادا على حدود 1967، فضلا عن الاعتراف بدولة إسرائيل.
ويلزم التذكير بأن هذا الحل الذي تدافع عنه الجزائر علانية أمام هيئة الأمم المتحدة، وفي لقاءات ممثليها بممثلي القوى العظمى، هو نفس الحل الذي تسانده المملكة المغربية ومعها كل الدول العربية، فما الجديد الذي تسوق له الجزائر؟ غير أنها تحاول التسويق لنفسها داخليا، في خضم ما يحدث حاليا، وهو الأمر الذي جعل "كابراناتها" تمانع حضور قمة القاهرة.
وبين مزايدات وادعاءات النظام العسكري الجزائري وما يقترفه على أرض الواقع بون شاسع، فأين الضرر إن كان أرسل من يمثله في قمة القاهرة، وخالف تعليمات الـ"ماما" فرنسا، وتحرى موقفا سياديا، ينتصر للبحث عن الحل للوضع الراهن في فلسطين، وقد عرفت القمة في عاصة أرض الكنانة، مشاركة قادة 31 دولة، وهيئة الأمم المتحدة، وثلاث منظمات إقليمية؟
لقد اختار الـ"كابرانات"، الاستمرار في تمثل البروباغندا الموجهة لاستهلاك الداخلي، عبر اتخاذ موقف سلبي مرة أخرى، تجاه قضية العرب أجمعين وهو أمر محسوب عليهم، ما دام يؤثرون بقاءهم جاثمين على السلطة في الجارة الشرقية، عبر الترويج للأكاذيب متوسلين بآلتهم الدعائية الصدئة، التي تسوق لهم كمغردين خارج "السرب"، والحال أنهم لا يترددون عن ترديد نفس المقترح بشأن حلحلة القضية الفلسطينية، عبر حل الدولتين القائم على الاعتراف بدولة فلسطينية استنادا على حدود 1967، فضلا عن الاعتراف بدولة إسرائيل.