نَسْف آمال "بوليساريو" والزخم الموعود لمغربية الصحراء في أوربا

سمير الحيفوفي
منذ أن تولت إسبانيا رئاسة الاتحاد الأوربي في فاتح يوليوز الماضي، قبل الانتخابات التشريعية الإسبانية، تولدت آمال الجزائر وصنيعتها "بوليساريو" في خسارة "بيدرو سانشيز"، وراحوا يروجون لليمين المتطرف في الجارة الشمالية طمعا في مراجعة الحكومة هناك لموقفها بشأن مغربية الصحراء، لكن كل هذا نسف نسفا.
ورغم ان ترؤس مدريد للاتحاد الأوربي لا يعطيها تأثيرا أكبر من باقي أعضاء الاتحاد إلا أن فشل اليمين المتطرف الموالي لـ"بوليساريو" في الظفر برئاسة الحكومة، سد الطريق أمامه لمحاولة اللعب لصالح الجبهة الإرهابية في أوربا خلال عهدة الرئاسة التي تمتد لستة أشهر.
وبينما تتسع دائرة الداعمين لمغربية الصحراء في أوربا، فإن من شأن استحقاق "بيدرو سانشيز" لثقة البرلمان الإسباني، أن ينهي فترة الجمود التي دامت نحو أربعة أشهر منذ الانتخابات التشريعية في 23 يوليوز 2023، كما من شأن ذلك أن يعطي زخما في أوربا، تحت الرئاسة الإسبانية، لمقترح الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة الشريفة في 2007.
ومن شأن نفض الجمود عن مدريد، أن يدفع العديد من الدول الأوربية لمغادرة المنطقة الرمادية والحسم بشأن موقفها من مغربية الصحراء، والعمل على ترسيخ التعامل مع المغرب كشريك استراتيجي للقارة العجوز، وفق ما أفاد به "كريستوف لوكورتيي"، سفير فرنسا بالرباط، الذي قال إن المملكة تشكل فرصة لأوروبا وفرنسا.
ونسفت آمال "بوليساريو" ومرضعتها الجزائر، لتتجذر آلامهما بعدما أبدت إسبانيا ثباتا على موقفها الداعم لمغربية الصحراء، وهو أمر التقطه خصوم الوحدة الترابية للمملكة بكثير من الحزن وهم يعاينون كيف أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية تقييدها الرسمي لحركة "صحراويون من أجل السلام"، المنشقة عن الجبهة الانفصالية باعتبارها إطارا سياسيا يدافع عن حقوق الإنسان والحرية، وتدعم الحوار مع المغرب وقبول طرحه للحكم الذاتي كحل واقعي لتسوية قضية الصحراء المغربية.