لماذا غابت الأعلام المغربية عن المسيرة الداعمة لفلسطين في الدار البيضاء؟

هشام رماح
لماذا غابت الأعلام المغربية عن المسيرة التضامنية التي احتشد فيها الآلاف، أمس الأحد، في الدار البيضاء، "بعدما دعت إليها ما تعرف بـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، وشارك فيها محامون وأطباء وأطياف أخرى يبدو أنها تحللت من مغربيتها؟
هل في رفع العلم الوطني المغربي جنبا إلى جنب مع العلم الفلسطيني، ما يعيب كل هؤلاء؟ أم أن من دعوا إلى المسيرة لا يرون أنفسهم مغاربة ينتمون إلى هذه الأرض السعيدة، واشترطوا عدم الاحتفاء بالعلم الذي افتداه الأحرار بدمائهم؟
إنها أسئلة تتوضع جنبا إلى جنب مع النوايا التي دفعت "قادة" "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، إلى تنظيم مسيرة انتصروا فيها لفلسطين، لكنهم أكدوا على أنهم براء من المغرب، ومن همومه وهموم مواطنيه.
ولا ضرورة للتذكير بأن هكذا أمر، ليس جديدا على "مناضلين" نذروا حيواتهم للعمل على دق الأسافين في خاصرة الوطن، ويلجمون أفواههم متى ألمَّ به شيء، فلم يسمع لهؤلاء حس متى استهدفت "بوليساريو" إخوانهم في مدينة السمارة بالصحراء المغربية.
أيضا، لا ضرورة للتذكير، بأن من اندس في المسيرة من عناصر جماعة "العدل والإحسان" أكثر ممن قرر المسير في بعض شوارع الدار البيضاء نصرة لفلسطين، وقد وجدوا فيها متنفسا يستخلصون عبر حساباتهم الضيقة مع المغرب، وكأنهم في أرض غير أرضه.
وبدا لافتا غياب الأعلام المغربية من أيادي المشاركين في المسيرة، وهو أمر استثنائي مقارنة مع مختلف البلدان التي خرجت شعوبها لإبداء تضامنها مع فلسطين، فهنا بين ظهرانينا يعيش مارقون مغرر بهم، لا يولون اهتماما لهموم الوطن، ولا يرون أنه يستحق أن ترفع أعلامه وهم في أرضه يرفلون.