هكذا أثبتت قناة "RTBF" البلجيكية رعونتها وعداوتها للمغرب بامتياز

الكاتب : الجريدة24

06 ديسمبر 2023 - 07:00
الخط :

هشام رماح

بدعة جديدة تلك التي ابتدعتها القناة البلجيكية الناطقة باللغة الفرنسية المدعوة "RTBF"، وهي تركب "صهوة" الجهالة، لتروج، لبرنامج تحقيق، مرتقب بثه في السادس من شهر دجنبر الجاري، والذي عنَت لمعديه فكرة النبش فيما يصفونه بالتدخل المغربي في الانتخابات البلجيكية.
فكيف ذلك؟

قناة "RTBF".. خيال خصب وبلا حدود

بدا أن خيال القائمين على القناة البلجيكية "RTBF"، خصب وبلا حدود، لدرجة أنهم راحوا يسوقون لما يصفونها بـ"اكتشافات" لوجود تهديدات تلقاها منتخبون بلجيكيون ينتقدون المغرب، دون أن ينحازوا للواقعية التي تفيد باستحالة أن تكون الرباط التي تبعد عن بروكسيل بآلاف الكيلومترات قادرة على اللعب حقا في المشهد البلجيكي مثلما ادعى هؤلاء.

ورشقت القناة البلجيكية محمد عامر، سفير المملكة في بروكسيل باتهامات جزافية، وقد حادت عن الصواب، وهي تؤاخذه على الدفاع عن مصالح المغرب في بلجيكا، وهو أمر لا يختلف اثنان أنه مُحرك يومي لممثل لأي بلد كان أينما حل أو تعيَّن، لكن الأمر يبدو مبررا في نظر القائمين على"RTBF" متى ارتبط بدول مثل فرنسا أو إسرائيل أو الصين، لكن وإن تعلق بالمغرب فإن الأمر يعد اختراقا" للشؤون الداخلية البلجيكية.

واستقر اعتقاد "جهابذة" القناة البلجيكية، أن المغرب يستحوذ على بلجيكا ويسيطر على الفاعلين في المشهد هناك، وقد تحروا تغليط الجميع عبر تحوير معلومات متاحة للجميع، ليخلطوا بشكل سافر بين الإجراءات والتدابير المسموح بها قانونيا وما أدرجوها ضمن "العمليات الغامضة"، التي تفتقت عنها أذهانهم، سعيا وراء الحصول على بطولة زائفة.

ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل، فهي كالآتي.

عندما استرخصت "RTBF" بلجيكا بمبلغ 620 أورو
تفيد الاتهامات الموضوعة تجاه المغرب، بأن بعض المنتخبين البلجيكيين أصبحوا يتبنون الموقف المغربي لحل النزاع المفتعل حول الصحراء، في مواجهة الأطروحة الانفصالية التي تدفع بها "بوليساريو" صنيعة النظام العسكري الجزائري.
وكشف محققو البرنامج الذي سيبث على "RTBF" عن نواياهم السيئة التي يبيتونها ضد المغرب، بعدما عابوا على أعضاء اللجنة البلجيكية الداعمة لمخطط الحكم الذاتي، وصفهم للصحراء بالمغربية، وهو أمر يشين القناة البلجيكية ويدينها لا محالة، بتصريف الأحقاد تجاه المملكة، وهي تحاول عنوة وبشكل مفضوح تسويغ وجود "مؤامرة مغربية".

ولأن الجهل ظلمات، فإن "الجهابذة" لم يجدوا ما يدمغون به أكاذيبهم غير الادعاء بأن ما يثبت تورط المغرب واستحواذه على بلجيكا ، هو أداء السفارة المغربية لمبلغ 620 أورو، كمقابل إيجار قاعة سبق واحتضنت اجتماع اللجنة البلجيكية الداعمة للموقف المغربي.

فهل بلجيكا رخيصة لهذا الحد، في نظر محققي "RTBF"؟ حتما. الجواب متروك لهؤلاء.

عندما يكون أدب ولباقة السفير المغربي دليلا على "المؤامرة"

فيما لا يعاب على ممثل أي بلد الدفاع عن مصالح وطنه، استكثر محققو "RTBF"،الذين يسعون لمناوشة المغرب عبر اتهامه بالتدخل في شؤون بلجيكا، على السفير المغربي محمد عامر، هذا الأمر.

ولإثبات ذلك، لم يجدوا بدا غير الاستئناس بشهادة المحامي " Alexis Deswaef"، الرئيس الأسبق لما يعرف هناك بـ"رابطة حقوق الإنسان"، والذي قال إنه وبعدما سبق أن عبر عن موقفه من قضية الصحراء المغربية، تلقى اتصالا من السفير المغربي، الذي استعرض أمامه الحجج والمعطيات المغربية في هذا الصدد.

وبعيدا عن القول بأن القناة البلجيكية لم ترَ حرجا في أن يزج أي كان برأيه في قضية تهم المملكة، حاولت الترويج عبر شهادة " Alexis Deswaef"، بأنه ليس من حق السفير المغربي أن يدافع عن موقف المملكة المغربية في شأن قضية تعنيها بالدرجة الأولى، وأنه سعى بكل لباقة لإزالة كل لبس قد يترسب لمثل هكذا متدخل.

وسعيا لتأكيد نظرية المؤامرة التي تعتقد بها "RTBF" ساقت شهادة " Alexis Deswaef"، التي جاء فيها أنه التقى السفير المغربي الذي بدا "مهذبا، لكنها حازما في نفس الوقت، وبدا كمن يعطي دروسا في الموضوع"، وهو أمر جعل الرئيس السابق لـ"رابطة حقوق الإنسان"، ينتحل لنفسه كل الأعذار الواهية ليجزم بأن حديث السفير المغربي معه كان "شكلا من أشكال الضغط"!!!

فهل من يتحدث بأدب وكياسة دفاعا عن موقف بلاده وموضحا لما خفي عن ذهن " Alexis Deswaef"، بشأن القضية الأولى للمغاربة.. متآمر ينزل خطة مغربية خبيثة.. كما ادعت قناة "RTBF"؟.. الجواب ها هنا. مخول للجميع.

أيضا، وللزيادة في الجهالة، لم يجد " Alexis Deswaef"، بدا لتبرير أن المغرب يتآمر على بلجيكا، غير الادعاء بأنه تم توجيه دعوة له إلى السفارة المغربية في بروكسيل، وهناك ذكَّره السفير المغربي بالتاريخ الحقيقي الذي يفيد بمغربية الصحراء، وهو أمر بديهي، لكن "الرجل" وبكل الجهل المفترض فيه قال إن في ذلك ما يحيل على أن هكذا موقف يعتبر تخويفا!!!

"RTBF" على "أصدقاء المغرب".. معاداة المغرب!

ولتبيان ما تقوم به قناة "RTBF"، من مناوشة بذيئة للمغرب، تكفي الإشارة إلى أنها آخذت على جمعية مسماة "أصدقاء المغرب" (Les Amis du Maroc) أن تروج للتقدم الحاصل الذي تشهده المملكة المغربية، لتؤاخذها على ذلك، وقد منَّى القائمون عليها أنفسهم بأن تنبري هذه الجمعية إلى الضرب في المغرب حتى يرضوا عنها.

واسترسلت القناة البلجيكية في هذيانها بالمغرب، وقد عابت على أعضاء الجمعية احتفاءهم بالمملكة المغربية وبملكها محمد السادس، عبر تنظيم فعاليات وتظاهرات لتبادل الرؤى وتلاقح الأفكار بين النخب المغربية والبلجيكية، وهو شيء معتاد ومسموح به للدول الأخرى، لكن إن تعلق بالمغرب فهو ينم عن وجود "مؤامرة" كما تدعي "RTBF".. إنها الرعونة "الاستقصائية" بحذافيرها لقناة "RTBF".

آخر الأخبار