ألن يفتح تحقيق لكشف من حاولوا استقطاب "مول الكاسكيطة" للانضمام إلى "بوليساريو"؟

الكاتب : الجريدة24

05 يناير 2024 - 08:00
الخط :

هشام رماح

تصريحات خطيرة تلك التي ندت عن محمد السكاكي الملقب بـ"مول الكاسكيطة"، وقد قال عبر شريط مصور على قناته، نشر أول أمس الأربعاء 3 يناير 2024، إنه تعرض للاستقطاب والاستدراج من أجل الانضمام إلى زمرة الانفصاليين ويعلن ولاءه للكيان الوهمي "بوليساريو".

التصريحات آثر البعض هضمها وبلعها مثل لقمة سائغة، لكن في طياتها ما يفرض فتح تحقيق مفصل بشأن مضمونها الذي يحيل على تناسل المتربصين بوحدة الوطن وسعيهم الحثيث لتطعيم الجبهة الانفصالية بكل من امتلك قناة تدر عليه مشاهدات عديدة، وانزلق بكلامه غير المحسوب نحو السجن، ليجعلوا منه مطية يصرفون بها احقادهم تجاه المملكة الشريفة.

وإذ يلزم التمحيص جيدا فيما قاله محمد السكاكي، بعظمة لسانه، فقد أقر بأنه وإبان فترة سجنه تلقى عرضا بالانضمام إلى "بوليساريو"، وبأن هذا العرض شمل، بعد الإفراج عنه، تنقيله نحو تونس وبعدها إلى الجزائر ومن ثمة إلى تندوف ليكون واحدا ضمن فيلق الانفصاليين في مخيمات العار، وهو عرض شائن يلزم كشف كل حيثياته ومن تكفل بتقديمه.

وفيما لم يفصح "مول الكاسكيطة" عن أسماء الواقفين وراء عملية الاستقطاب أو التجنيد التي تلقى عرضا بشأنها، فإن ضرورة البحث في هذا الأمر تظل ضرورية، لاستجلاء هويات بطانة الخونة التي تتربص بالمغاربة وبوحدتهم الترابية، من جهة أو كشف إن كان في قول محمد السكاكي ادعاء فقط من أجل التحاف رداء البطولة؟

وكان حريا بـ"مول الكاسكيطة" إن كان وحدويا حقا ومناصرا منافحا عن الوطن مثلما قال؟ ألا يخجل وألا يخاف في الحق لومة لائم، وأن يكشف كثيرا عن محاولة الاستقطاب التي تعرض لها وأن يفصح عن أسماء من حاولوا ذلك، وإلا فإنه لن يكون فيصلا بين ما يقوله وما يفعله.

والحق يقال، فكلام "مول الكاسكيطة" يحتمل خطورة كبيرة، فهو وإن كان ينم عن جبن الخونة الباحثين على تجنيد الـ"يوتيوبرز" على شاكلة البطل وهمي "زكرياء المومني" و"الكوبل الجنسي" "دنيا وعدنان الفيلالي"، فإن السكوت عن هؤلاء هو ما يفتح الباب لتغولهم، والبداية لكشف هوياتهم، لن تكون إلا من فم محمد السكاكي، الذي آثر السكوت عن أسمائهم وبالتالي فضحهم علنا جهارا مثلما قال إنه تعرض لمحاولة الاستقطاب على أياديهم.

ويلزم "مول الكاسكيطة" أن يعرف جيدا أن ما أقر به، دون أن يكشف الخونة، إنما بذلك، يتستر على مجرمين يتربصون بهذا الوطن الدوائر، ويرمون لخرابه، ويشاركهم في مسعاهم ذاك دون أن يرى نفسه مذنبا، وإلا فلم اختار الصمت عنهم ولم يبلغ عنهم؟ أم أن هذا الوطن لا يهمه في شيء؟

ألا يدري "مول الكاسكيطة" بأن كل محاولة استقطاب للانضمام إلى "بوليساريو" ما كانت لتتم دون تدخل من لدن المخابرات الجزائرية؟ ثم ألا يعتقد أنه اعترافه للتعرض لمحاولة التسفير نحو تونس وإلى الجزائر من أجل الانضمام إلى تندوف ما يستدعي منه صحوة الضمير ليدلي بما يكشف هؤلاء الخونة والمخطط الجهنمي الذي تضمره المخابرات الجزائرية ضد بلادنا؟

ثم ألا يرى محمد السكاكي، بأن في العرض الذي قدم له ما يستهدف هذا الوطن، وبأنه بصمته عن أولئك الذين قدموه له، يفتح الباب على مصراعيه ليزيدوا في محاولاتهم استدراج ضعاف النفوس؟ ثم ألا يرى بأن الاستقطاب لن يكون بالإقامة في تندوف بقدر ما يهم هؤلاء "تجنيد" من يخدمونهم من داخل الوطن؟

لقد تحدث "مول الكاسكيطة" وكشف محاولة استدراجه أو استقطابه أو تجنيده وليسمها ما شاء، وهو أمر يستحق أكثر من وقفة، لكنه في المقابل لم يكمل برهانه على وطنيته، وقد انكفأ عن الكشف عن سدنة الشر التي تتربص بوطنه، لنعرفهم ولنفضح سرائرهم الخبيثة، أم الاكتفاء بعدم كشف هوياتهم، فذاك يودي بالمرء ليكون مشاركا في زعزعة استقرار الوطن.

آخر الأخبار