من تاريخ "الكان"..انسحابات وكؤوس بلا نهايات

الكاتب : الجريدة24

08 يناير 2024 - 10:50
الخط :

 أعدها: رضا حمد الله

شهدت دورات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم أحداث راسخة منذ انطلاقتها في 1957 بالسودان، سواء في شكل البطولة وتوقيت تنظيمها أو ما سجلته من انسحابات واستبعاد، أولها استبعاد المنتخب الجنوب الإفريقي من أول دورة بسبب سياسة بلاده وإصرار القائمين عليه على إشراك اللاعبين البيض فقط دون زملائه السود تكريسا لما عرف عنه من عنصرية دامت سنينا طويلة.

جنوب إفريقيا كانت بين 4 دول أسست الاتحاد الإفريقي وأدرجت أسماء منتخباتها في دورة السودان، لكنها استبعدت لهذا السبب، ما فسح المجال أمام إثيوبيا للتأهل المباشر للمباراة النهائية لملاقاة المنتخب المصري الفائز بأول نسخة والحائز على أكبر عدد من ألقاب هذه الكأس الإفريقية برصيد 7 مرات حازها بالخصوص في سنوات 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010.

وإن كانت جنوب إفريقيا استبعدت، فإن دول أخرى انسحبت من البطولة في دورات معينة ومنها نيجيريا التي انسحب منتخبها قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا في 1996 بجنوب إفريقيا، بسبب توتر العلاقات بين البلدين، بعدما أعدم الرئيس النيجيري 8 من معارضيه بسبب احتجاجات على سياسته وبيع ثروات البترول، ما أغضب نيلسون مانديلا طالب بمقاطعة شراء نفط نيجيريا.

كرد فعل من نيجيريا على قرار الزعيم الجنوب الإفريقي قاطع دورة كأس إفريقيا المنظمة ببلده بداعي أن نيلسون مانديلا تدخل في شؤون بلاده، لتلعب البطولة ب15 منتخبا فقط رغم محاولة تعويض نيجيريا بمنتخب غينيا عرضت عليه فكرة المشاركة باعتباره أفضل فريق لم يتأهل للنهائيات، لكن المسؤولين عنه رفضوا الدعوة بمبرر قلة مدة الاستعداد لهذه النهائيات الإفريقية.

ولم تكن نيجيريا الوحيدة المنسحبة من نهائيات الكأس، بل أيضا منتخب طوغو الذي انسحب في دورة 2010 بأنغولا بعدما تعرضت حافلة المنتخب إلى هجوم وإطلاق نار من طرف مسلحين في جيب كابيندا الأنغولي ما أسفر عن مقتل فردين من البعثة، ليضطروا للرحيل بعد الفشل في الحضور للمباراة الافتتاحية في المجموعة الثانية والتي كانت مبرمجة أمام غانا في العاشر من يناير.

ولم يكن الانسحابان وحدهما المميزين لهذه البطولة، بل شهدت دورات حوادثا من قبيل التخلي عن مباراة مبرمجة بعد خروج لاعبي أحد طرفيها منها قبل انصرام توقيتها، والأمر يتعلق بالمنتخب التونسي الذي غادر أرضية الملعب في الدقيقة 42 من الشوط الأول والنتيجة متعادلة هدف لمثله، وذلك احتجاجا على الأجواء التي مرت فيها أمام المنتخب النيجيري الفائز بالقلم بهدفين.

وشكلت السنة التي فاز فيها المنتخب المغربي بأول وآخر لقب إفريقي في 1976، الاستثناء حيث لم تكن هناك أي مباراة نهائية رسمية وحدد فائزا من خلال نتائجه في مجموعة أجريت مبارياته ذهابا وإيابا وتنافست فيها 4 منتخبات هي المغرب وغينيا ونيجريا ومصر، لكن المنافسات أفرزت مباراتين حاسمتين في التصنيف، حيث واجه المغرب منافسه غينيا وتعادلا بهدف لمثله وفاز باللقب.

ولم تكن هذه الدورة بمباراة نهائية رسمية، على غرار دورة 1959 بمصر والتي تم فيها تحديد الفائز بالبطولة من خلال مجموعة الدوار الثاني الذي شهد تنافس منتخبات السودان وإثيوبيا والجمهورية العربية المتحدة )مصر(، لكن آخر كانت مباراة كانت بين الفريقين الحاصلين على أعلى النقط، وهما مصر والسودان، إذ عادة النتيجة لمصر بهدفين لهدف واحد لتتوج باللقب.

آخر الأخبار