حينما يحصد المغرب المكاسب ويحصد الـ"كابرانات" الريح

الكاتب : الجريدة24

11 يناير 2024 - 01:00
الخط :

هشام رماح

لم يمر انتخاب المغرب رئيسا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، دون أن يثير الزوابع في جارة السوء التي بذلت كل جهودها لتقويض مسعى المملكة، إذ سرعان ما أعلن "عبد المجيد تبون"، الرئيس الصوري عن عقد اجتماع طاريء لما يوصف هناك بـ"المجلس الأعلى للأمن".

وبعدما اندحرت جنوب إفريقيا التي نفثت الجزائر في أذنها فكرة أنها تستطيع قطع الطريق على المغرب، فإن اللوثة التي أصابت العسكر بدت أكبر من تلك التي منيت بها حليفتها المعادية للوحدة الترابية للمملكة الشريفة، فكان أن قررت رئاسة الجارة الشرقية الإعلان عن انعقاد "الاجتماع الطاريء" لمداراة خيبتها ومحاولة التغطية عن فشلها الذريع في مجاراة المغرب.

وفي سعي لذر الرماد في عيون الجزائريين، أصدر ساكن قصر "المرادية" بيانا حول انعقاد أن اجتماع خُصّص لدراسة الوضع العام في البلاد، والحالة الأمنية المرتبطة بدول الجوار والساحل، وهو الاجتماع الذي يثير الكثير من التساؤلات بسبب توقيته الذي أعقب انتخاب المغرب رئيسا للمجلس الأممي لحقوق الإنسان، وبسبب الموقف الرمادي الذي تبناه البيان المتعلق به.

وجاء في بيان الرئاسة المنصَّبة قسرا من لدن العسكر، أن الاجتماع تمحور حول الوضع الأمني في دول الجوار والساحل، وهو ما يحيل على الضربة القوية التي تلقاها النظام العسكري وهو يعاين التفاف دول الساحل حول المبادرة المغربية التي أعلنها الملك محمد السادس من أجل فتح منافذ لدول الساحل على المحيط الأطلسي.

أيضا، وفي البيان المحرر من كتبة "عبد المجيد تبون"، أبدت الرئاسة الجزائرية ضبابية تنم عن الحربائية المعهودة من لدن نظام عسكري مارق يخاف ولا يتعظ، بعدما جرى تذييله بإشارة طارئة جاءت كالآتي "وأبدى المجلس الأعلى للأمن أسفه للتصرفات العدائية المسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق".

وإذ لا يختلف اثنان بأن عبارة "البلد العربي الشقيق" تظل مفتوحة على جميع التكهنات، إلا أن الخلاف يتلاشى والجميع يعرف أن المقصود بذلك دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، التي ظلت محط حملات إعلامية مسعورة من لدن أبواق العسكر، ليجري اتهامها بكل الآثام والشرور ورميها قذارات الـ"كابرانات" بمناسبة ودونها.

وفيما انكفأ بيان رئاسة الجزائر عن الإشارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بالاسم، فإن ذلك يحيل، لا محالة، على طبيعة الجبن المتجذرة في نفوس حكام الجزائر، الذين يسلطون كلابهم لقضاء مآربهم ضد الأشقاء العرب، وينتحلون لأنفسهم كل الأعذار الواهية للادعاء والتباكي، متى ضاق بهم الحال وبدا لهم أن المغرب وبأنه يحصد المكاسب وهم يحصدون الريح.

آخر الأخبار