أعلام فاس وعلماؤها…محمد ميارة شيخ الشيوخ وأحد سلاطين الفقه

الكاتب : الجريدة24

30 مايو 2024 - 01:00
الخط :

فاس: رضا حمد الله

يعتبر الفقيه العابد والإمام الزاهد أبو عبد الله ابن أحمد المالكي الفاسي الشهير ب"ميارة"، شيخ شيوخ فاس وأحد علمائها المشهورين، لما عرف عنه وراكمه من منافع للناس، وهو صاحب  مجموعة من التواليف والفتاوي المفيدة في 73 سنة من عمره قضاها في طلب العلم والتدريس.

وما يؤكد مكانته العلمية والاجتماعية، الأوصاف التي أطلقها عليها زملاؤه وأهل القرن الحادي عشر الهجري، ممن سموه ب"عالم كبير" صاحب المرشد المعين وشارح منظومة ابن عاشر و"شيخ المالكية في عصره" وشيخ قدوة، مراعاة لغزارة إنتاجه العلمي وهو صاحب تآليف عديدة ومفيدة.

معظم تآليف هذا الفقيه المالكي والعلامة المتبحر في العلوم والمعروف بورعه وتدينه، مخطوطة بخط يده وتوجد بخزانة القرويين أين يوجد ضريحه والمدفون على مقربة من ضريح سيدي عزيز بالدرب الطويل في المدينة العتيقة، بعد وفاته في 1072 هجرية عن عمر يناهز 73 سنة.

ومن أشهر مؤلفات هذا الشيخ الملقب ب"أحد سلاطين الفقه"، "الدر الثمين والمورد المعين" و"فتح العليم الخلاق بشرح لامية الزقاق" و"زبدة الأوطاب في اختصار الحطاب" و"الإتقان والإحكام في شرح تحفة الحكام". كما كتب مجموعة من المصنفات في غير علم بينها "نصيحة المغتربين".

ومن بين هذه المصنفات التي ألفها، "نظم الدرر في شرح مقدمة ابن حجر" شرح فيه مقدمة ابن حجر" وغيره من المؤلفات التي تؤكد مهارته وبروزه في علم الفقه وكونه راسخ القدم في الأحكام، وهو الذي استحضر أيضا للنقول ذاكرا للنوازل، فكان عمدة في ذلك بشهادة أكبر العلماء.

وما زالت الكثير من كتبه، مراجعا فقهية وكتبا للدراسة المختارة في مجال الفقه، حتى أن أصبح "من أوعية العلم المتفننين في علم النوازل والأحكام القائمين عليها قيام إتقان وإحكام، بشهادة صاحب "سلوة الأنفاس" وصفه ب"شيخ المذهب المالكي في وقته وحامل لوائه في عصره".

وقال إنه "مختص بالإتقان وحسن التصريف، منفرد عن أهل عصره بجودة التصنيف، مع سلاسة العبارة، وجودة الإشارة، والاعتناء بالمطالعة والتقييد، والباع الطويل المديد، مشاركا محققا مدققا، حافظا متقنا محصلا، واسع العلم، فصيح القلم، كريم الأخلاق، حُلو المنظر، بعيدا من التصنع والرياء".

وما كان له أن يصبح كذلك لولا فضل الكثير من العلماء والشيوخ الذين أخذ العلم عنهم في عصره، ومنهم الفقيه العلامة عبد الواحد بن عاشر والعلامة النحوي أبو الفضل قاسم بن أبي العافية الشهير بابن القاضي والحافظ أبو العباس أحمد بن محمد المقري وعبد الرحمن العارف الفاسي.

وأخذ في بدايته النحو والحديث وعلوم القرآن، عن أبي الحسن البطيوي ولازمه ولقي منه رعاية وأحله محل الولد شأنه شأن القاضي ابن أبي نعيم الذي حضر درسه في التفسير وأخذ عنه الحديث كما عن أبي العباس المقري ومحمد الدكالي وغيرهم من شيوخ فاس والمغرب في تلك الحقبة.

وإن كان لهؤلاء من فطاحل العلم، فضل عليه، ففضله على آخرين انتفعوا من علمه واستفادوا من حلقاته للعلم، كثيرون ومنهم الفقيه العلامة محمد ميارة المعروف ب"الصغير" والفقيه محمد المجاصي والعلامة الأديب أبو سالم عبد الله بن محمد بن أبي بكر العياشي وغيرهم كثير.

آخر الأخبار