هذه تفاصيل مؤامرة نسجها "الهواري بومدين" لتوريط المغرب في اغتيال معارض "قبايلي"

هشام رماح
سقطت ورقة التوت وانكشفت بعض فظائع "أحمد بوخروبة"، "قديس" الـ"كابرانات" المعروف بـ"الهواري بومدين"، وقد كشفت مجلة "Jeune Afrique"، الفرنسية كيف أنه اغتال أحد الرموز القبايلية في 1970، في مدينة "فرانكفورت" الألمانية، وحاول إلصاق التهمة بالمغرب، في تجسيد مقيت لعدائه للمملكة.
وفي 1970، أي بعد ثماني سنوات من استقلال الجزائر عن فرنسا بعد استعمار دام 132 سنة، عثر على "كريم بلقاسم"، أول من سعى لإقامة "جمهورية القبايل" في 1963، مقتولا، غير أن المعلومات التي أحاطت بعملية الاغتيال ظلت سرية، إلى أن تم الكشف عنها وفي التفاصيل ما يكشف وضاعة نظام عسكري جزائري.
وكشفت مجلة "Jeune Afrique" عن بعض ما جاء في الوثائق التي رفعت السلطات الألمانية السرية عنها، إذ بدا أن "الهواري بومدين"، أرسل فرقة اغتيالات مكونة من ثلاثة أفراد لتصفية المعارض "كريم بلقاسم"، في ألمانيا، غير أن المثير هو سعي الجزائر لتوريط المغرب عبر إدخال المغتالين لألمانيا بجوازات سفر مغربية مزورة.
وفيما سعى النظام الجزائري إلى توريط المغرب في قضية اغتيال "كريم بلقاسم"، الذي سعى للانفصال عن الجزائر، وتحقيق الاستقلال لأقدم مستعمرة في إفريقيا، فإن الوثائق التي حجبت عنها السرية، والتي همت التحقيقات التي بوشرت في شأن القضية منذ 1970 وامتدت حتى 2003، فضحت بأن الجناة جزائريون محسوبون على أجهزة استخباراتية في جارة السوء.
ويتعلق الأمر وفق المجلة الفرنسية بكل من "حميد آيت مصباح"، وهو ضابط في جهاز الأمن العسكري الجزائري، و"محمد أوسليماني"، الذي كان مسؤولا رفيع المستوى في الدولة الجزائرية، وقد استعار اسم "محمد دباي" ليسافر إلى ألمانيا، بينما يتمكن المحققون الألمان من تحديد هوية الفرد الثالث إلى الآن ويعرف فقط باسمه المستعار "محمد".
وحسب نفس المصدر فإن النظام العسكري الجزائري حاول إبعاد التهمة عنه، عبر الاعتماد على جوازات سفر مزورة، من أجل إلصاقها بالمغرب، في ترجمة بذيئة لسوء النوايا التي تجذرت في نفوس الـ"كابرانات" وكبيرهم "أحمد بوخروبة"، منذ سبعينيات القرن الماضي، رغم الدعم الذي أبدته المملكة الشريفة للجزائريين قصد انعتاقهم من نير الاستعمار الفرنسي.
وكان عثر على جثة المعارض "كريم بلقاسم" على الساعة الثامنة من صباح يوم 20 أكتوبر 1970، في الغرفة رقم 1414، حيث كان يقيم، من طرف "ماتيلدا كروغر"، وهي خادمة من أصل يوغوسلافي، والتي كانت قد بدأت عملها في الطابق الرابع عشر من فندق "Inter Continental" في فرانكفورت الألمانية.
وكان "كريم بلقاسم" واحدا من معارضي نظام "الهواري بومدين" و"أحمد بن بلة"، وقضت المحكمة الثورية في وهران في حقه، بالإعدام غيابياً بتهمة "التآمر على أمن الدولة"، بعدما سبق وكان مهندس الثورة الجزائرية في 1954، وشغل منصب وزير القوات المسلحة ثم وزير الخارجية في الحكومة الجزائرية المؤقتة، وقاد مفاوضات "إيفيان" التي أفضت لتقرير مصير الشعب الجزائري، ثم نادى باستقلال منطقة "القبايل" إلى أن اغتيل غدرا.