عندما انعقد زواج الخديعة بين المعطي "مون جيبي" والغلام الفرنسي "كوينتين مولر"

هشام رماح
عود على بدء وسيرا على نهجه القميء عاد المعطي منجب أو عفوا "مون جيبي"، أفَّاق عصره ليمتشق سيف الخسة والنذالة، وليقرر خوض مبارزة باطلة أمام الحقائق التي سطعت من إسبانيا ومن أوربا ككل، مُبرِّئة المغرب من أي استخدام لبرمجية "بيغاسوس"، بخلاف ما ظل مدعي التأريخ وجوقته الترويج له.
وفيما أخلت إسبانيا بأجهزتها المتمكنة والصلدة، أي مسؤولية للسلطات المغربية بشأن ما راج افتراء حول التجسس على مسؤوليها، انعقد قران بين المعطي "مون جيبي"، الذي استطاب الاقتيات على فتات "النضال"، وبين صحفي مغمور يدعى "كونتين مولر"، بمجلة "La Marianne" الفرنسية، للخوض فيما يخالف الحقائق الإسبانية سعيا لتغطية الشمس بالغربال، عبر نفث الأكاذيب.
وقد يبدو القران بين "المؤرخ" "الصحفي" بريئا، لكن كيف الحال إن تعلق الأمر بواحد ممن تعتمل في دخيلته كل الأحقاد تجاه المغرب، ومن احتفظ بضغائن جمة ظل ينتظر الفرصة المواتية لتصريفها؟
فمن يكون "مولر كوينتين"، الذي ارتمى في حضن المعطي "مون جيبي" يبتغي عبره استخلاص ما يراه عالقا بينه والمغرب؟ لا شيء إنه مجرد "صحفي" أشِر، كان محل مذكرة طرد من المغرب، شهر شتنبر 2023، بعدما حل بالأرض الشريفة، وفي نفسه شيء من حتى، يرغب في اللعب بذيله مع سلطات مملكة فتحت ذراعيها لمئات المراسلين الأجانب، ورمته خارج الديار بعدما عنت لنفسه أن ينط فوق الرؤوس، تزامنا وزلزال الحوز الذي أفجع الناس وقد مادت الأرض تحت أقدامهم.
منذ ذلك الحين نذر "كوينتين مولر"، نفسه لمهاجمة المغرب بعدما خابت أمانيه في أن ينخر في ادعاءات الخونة، ليعلن المغرب أرضا جرداء لا مجال لحرية التعبير فيها، فكان أن طرد شر طردة، لكنه حمل معه تفاصيل لقاء جمعه وأفاق عصره "المعطي مون جيبي" شهر أكتوبر 2023، الذي راح يسقط الطائرات في حديثه، واسترسل في مروياته الموضوعة، ولعب دور المخبر السمج الذي يلوك كل ما يسيء للوطن الذي آواه.
وبكل السذاجة المفترضة في "صحفي" غِر، استأنس "مولر كوينتين"، لادعاءات الأفَّاق، ولافتراءاته على السلطات المغربية، جاعلا من نفسه "بطلا" تم التجسس عليه ببرمجية "بيغاسوس"، رغم كل الحقائق التي بزغت من لجنة التحقيق المنبثقة عن برلمان الاتحاد الأوربي، التي استخلصت نفيا قاطعا، من شركة "NSO" مصممة البرمجية، كون المغرب لم يكن يوما زبونا وليس ضمن لائحة زبنائها قطعا.
فهل يا ترى يصدق واشٍ أفاق مثل المعطي "مون جيبي"؟ أم تُكذَّب "وحدة مكافحة التجسس الإسبانية"، وتقريرها الذي صدر شهر مارس 2024، الذي برأت من خلاله المغرب جملة وتفصيلا من كل الأباطيل التي رمي بها من طرف خصومه المتوسلين بخونة الداخل والخارج؟
ثم ألا تكفي عودة الحكومة الإسبانية لتفنيدها كل الادعاءات المغرضة ضد المغرب من خلال "أوسكار لوبيث"، مدير مكتب "بيدرو سانشيز"، والذي أكد على أن الأمر يندرج ضمن مؤامرة نسجها خصوم المملكة، لتشويه صورتها وتسميم علاقاتها مع جارتها الشمالية من خلال الافتراء بتجسسها على مسؤولين إسبان يتقدمهم "بيدرو سانشيز"، رئيس الحكومة و"مارغريتا روبليس"، وزيرة الدفاع، و"فرناندو غراندي مارلاسكا"، وزير الداخلية.
الأكيد، أن المعطي "مون جيبي" انصرف عن كل هذه الحقائق، ومعه الغلام الفرنسي "كونتين مولر"، في عقد منها العزم على التنفيس عن اللواعج التي تستبد بهما، فالأول انكشف عنه الحجاب وسقطت عنه ورقة التوت، ليظهر بئيسا يتلقى أموالا من الخارج ويقتات عليها ليدق إسفينا في خاصرة الوطن، والثاني لقي من هذا الوطن صدودا بعدما أوقفه عند حده ورمى به خارجا، متى استشف سوء سريرته ودناءة سعيه حينما نزل على أرض هذا الوطن.
لقد سطعت الحقيقة بأن المغرب بريء مما يدعي الكافرون بشفافيته وبعدم مبالاته بالإمَّعات، وليس لسطوع هذه الحقيقة من ساتر يمنع وصولها للعالمين، لكن حسب المعطي "مون جيبي" أنه يتصيد الغلمان الواحد تلو الآخر يبحث عن قضاء وطره منهم.. وكما مضى آخرون إلى مزبلة التاريخ.. سيمضي الغلام "كوينتين مولر".