لهذا لا يمكن الربط بين المغرب وإسبانيا بجسر معلق

سمير الحيفوفي
رغم قصر المسافة التي تفصل بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق، والبحث المتواصل عن الحلول المتاحة للربط بينهما وبالتالي بين القارتين الإفريقية والأوربية، إلا أنه من المستبعد بما كان، أن يكون من بين هذه الحلول جسر معلق، وفق ما أوردته صحيفة "HuffPost" في نسختها الإسبانية.
وتفيد الدراسات، التي أجريت بشكل السبل الممكنة للربط بين القارتين، باستحالة تشييد جسر رغم قصر المسافة المحدد في 14 كلم، علما أن أطول جسر في العالم يصل طوله إلى 164,8 كيلومترا، وهو مقام في الصين تحت اسم "دانيانغ- كونشان الكبير"، والواقع في منطقة "جيانغسو".
وتبرز أول الصعاب بخصوص الجسر في حال بنائه لعبور جبل طارق، في كون ارتفاعه يلزم أن يبلغ على الأقل 900 مترا، بالنظر لجغرافية منطقتي الربط وهما المغرب وإسبانيا، في الوقت الذي يصل ارتفاع الجسر الصيني الشهير 100 متر فقط.
إضافة لذلك، يشكل المناخ المتقلب في منطقة جبل طارق، تحديا كبيرا لكل مكاتب الدراسات التي تناولت هذا الحل، إذ يعرف المضيق هبوب رياح قوية، ستجعل من الصعوبة بما كان الحفاظ على ثبات الجسر، فضلا عن كونها ستتسبب في أعباء مالية كبيرة بخصوص عمليات صيانته.
أيضا، تنتصب تحديات جيو- سياسية أمام الجسر، فكما أن العلاقات المغربية الإسبانية تبدو واعدة، إلا أن مسألة تمويل هذا المشروع ستطرح العديد من الإكراهات، زيادة على أن الربط بين إفريقيا وأوروبا، من شأنه أن يثير العديد من التحفظات خوفا من أن يشكل منصة مشجعة للراغبين في الهجرة بشكل غير شرعي لأوروبا، ليحاولوا المرور عبره.