عندما ينشد ذئاب التقية والقومجية الانقسامات في المغرب تحت جبة "فلسطين"

الكاتب : الجريدة24

30 مايو 2024 - 04:29
الخط :

هشام رماح

انزياحات خطيرة تلك التي يحاول أن يفرضها علينا مريدو الشيخ في جماعة "العدل والإحسان" المحظورة وحركة "التوحيد والإصلاح" حيث يلتئم منظرو حزب "العدالة والتنمية" وهم يواصلون جميعا الزعيق بصوت واحد، في استغلال سافر للقضية الفلسطينية التي يعتبرونها أصلا تجاريا تعود ملكيته إليهم.

وإذ ينشدون خلق اصطفافات وانقسامات داخل المغرب، عبر اللعب بالشعارات لعلهم يحققون مآربهم، تذهب الظنون بمريدي الشيخ ومغيَّبو "المصباح"، إلى أنهم من يتملكون الحق في الدفاع عن القضية الفلسطينية وأن القضية قضيتهم دونا عن الغير، لكن غالبا ما تخونهم سردياتهم ورثائياتهم، وهو يزجون بأمور بعيدة عما يقع في فلسطين، ليظهروا للجميع أنهم يتقنون فن "الركمجة"، وهم يركبون على موجة فلسطين وما يقع فيها، ليهاجموا "موازين" مثلا.

وكما أن المريدين والمغيّبين ألجموا ألسنتهم وضربوا حول أنفسهم طوقا من الصمت، بعدما كان المغرب بمبادرة من الملك محمد السادس، أول من كسر حصار "غزة"، حينها انزووا إلى الركن، ولم يسموا الأشياء بمسمياتها، بل تواطؤوا بصمتهم المريب والخبيث مع خصوم الوطن، ومتى بدا لهم الوقت مناسبا انقضوا من جديد مثل ضواري جوعى يريديون من جديد تمزيق داخل هذا الوطن عبر العزف على وتر "موازين"، الذي يستشري كرهه في دواخلهم.

وفي سعي منهم للانتقام واستخلاص أحقادهم على "موازين"، التي أصبحت موعدا عالميا، خرج المزايدون على القضية الفلسطينية بخطاب دعائي تحريضي يرومون من ورائه المزايدة عليه وعبره على المغرب الذي قُدِّرَ له أن يحمل القضية الفلسطينية على عاتقه، وتحريكه الدائم لها متى أصابها الجمود، وذلك في التزام ثابت منه بكون هذه القضية تأتي ثانية بعد القضية الوطنية الأولى التي هي الصحراء المغربية.

وأصبحت "موازين" الشغل الشاغل لمريدي "العدل والإحسان" ومن يماثلهم في حركة "التوحيد والإصلاح" وكأن بهم يهتمون لأمر المغرب وللمغاربة، وهم الذين يختفون عن الوجود والساحة، متى تعلق الأمر بقضايا الوطن مثلما سلف الإشارة إليه بشأن قضية الصحراء المغربية، ولتخرج علينا ذراع "العدالة والتنمية" المفلسة سياسيا بنفس الدعوة لعلها ترتق بكارة حزب "المصباح" التي هتكها الناخبون.

ولا ضير من التذكير بأن "العدل والإحسان" وحركة "التوحيد والإصلاح"، إنما هم مستغلون أجلاف للقضية الفلسطينية سعيا لتحقيق مكاسب شخصية أو سياسية، فهم لا يهتمون حقا لا لفلسطين ولا للفلسطينيين في حد ذواتهم، بقدر ما يهمهم الاستعراض وفرض رؤاهم على المغاربة ومن ثمة العودة إلى المشهد المغربي على ظهر ما يجري فيها.. لكن هيهات، فالمغاربة أصبحوا يعرفون أكثر من ذي قبل سعاة الفرقة ودعاة البلقنة، من الذئاب الملتحفة برداء التقية والقومجية البائدة تحت جبة فلسطين.

آخر الأخبار