عبد السلام الإدريسي.. بروفيسور مغربي يصارع التوحد ويدافع عن المغرب في أمريكا

خالد ماهر- مراسلة من ولاية "نيوجيرسي" أمريكا
حوالي 6000 كلم تفصل بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وبالضبط ولاية "نيوجيرسي".. المسافة بعيدة لكنها لم تستطع أن تخلع فؤاد وهوية البروفيسور عبد السلام الإدريسي، الأستاذ الجامعي بكلية مدينة "نيو يورك"، والمتخصص في علم الأعصاب التنموي والمعرفي، من وطنه، فقد ظل مغربيا حتى النخاع، وقبل كل هذا متواضع تواضع العلماء الذين يمشون على الأرض هونا.
متى التقيت البروفيسور عبد السلام الإدريسي، تتلاشى أمارات التعب، وتتبدد وعثاء السفر من واشنطن العاصمة حتى ولاية "نيوجيرسي"، التي تصافح ولاية "نيويورك"، بجسر "بايون" (Bayonne Bridge)، ففي محياه تلتئم بلاغة الـ"تمغرابيت"، وابتسامة عريضة تحتله، وهو يلح في السؤال عن المغرب وأحواله، رغم أنه غارق في متابعة كل مستجدات الوطن الذي يستشري حبه في وجدانه.
البروفيسور عبد السلام الإدريسي، قامة علمية يستحق أن يفتخر به المغاربة، وحكايته مع التحصيل العلمي وما بلغه من مراتب عليا بين العلماء تستحق أن تروى، وهو الذي أنجبته "تاونات"، قبل أن تدعه طواعية لصروف الدهر حيث كابد لتحقيق مسعاه، إلى حين بلغ مرماه.
الآن، البروفيسور "عبد السلام الإدريسي"، يختزل مشوارا علميا حافلا، ويكفي أنه كان وراء ابتكار تطبيق هاتفي يستطيع اكتشاف أعراض "طيف التوحد" بشكل مبكر، لدى الأطفال الرضع، ليكون له قصب السبق في أن يكسر حاجزا ظل عصيا على من سبقه من العلماء في مجاله.
كثيرة هي مناقب الرجل، وكثير ما تحصل لدى البروفيسور عبد السلام الإدريسي، من علم لم يزده إلا تواضعا، وأيضا تشبثا قويا بوطنه المملكة المغربية، الوطن الذي اختار عن حب واقتناع التعريف به وفتح طاقة هنا في أمريكا ليطل منها الأمريكان على بلد كان أول من اعترف باستقلال بلادهم في المعمورة، وكان مسقط رأس "مصطفى الزموري" المعروف بـ"Estevanico"، والذي يعد أول من استكشف بلاد العم "سام".
"الجريدة 24" حلت بالولايات المتحدة الأمريكية، وفي ولاية "نيوجيرسي" حيث التقت البروفيسور عبد السلام الإدريسي، الذي أخذنا في رحلة بين ثناياها ما يكشف معدن رجل أصيل لم ينسلخ عن هويته المغربية، كما لم ينتظر الفرصة لتطرق عليه الباب في بلاد الفرص.
https://www.youtube.com/watch?v=on-OF-mO-Xc