في ظل التطاحنات.. بنشماش يعلن عن خارطة طريق المرحلة المقبلة

في خضم الحرب الطاحنة التي تجري أطوارها بالجسم الداخلي لحزب الأصالة والمعاصرة، في سياق التنافس حول قيادة الحزب خلال المؤتمر الوطني المقبل للحزب، بعث حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، برسالة جديدة لأعضاء الحزب، سواء الموالين له أو منافسيه.
الرسالة التي حملت عنوان "الطريق إلى المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة"، دعت خصومه ومناصريه إلى إعادة توجيه التركيز قبل الوصول إلى المؤتمر الوطني المقبل للحزب، من أجل تقديم أجوبة على عدد من الاشكالات التي تعترض الحياة السياسية، ومعالجة عدد من الأمراض التي تنخر حزب الأصالة والمعاصرة.
وتعتبر هذه الرسالة بمثابة هدنة أعلنها بنشماش من جانبه من أجل تجاوز التطاحن الذي بلغ مداه داخل حزب الأصالة والمعاصرة، والذي يهد بنسف الحزب ككل.
ولفت بنشماش إلى أن حزبه يعاني من خمسة أمراض أساسية، وفي مقدمة هذه الأمراض "الانتظارية"، التي اعتبرها بأنها "إحدى الأسباب الجوهرية المسؤولة عن تغذية السلوك الانتهازي الملاحظ عند بعض من أعضاء حزبنا"، في إشارة إلى خصومه الذي يعدون لإنهاء مهامه بالحزب في المؤتمر المقبل.
أما المرض الثاني فيتمثل، حسب بنشماش، في الرسالة التي نشرها بموقع حزبه، في "العجز عن تنخيب الشباب والنساء، وبناء زعامات حزبية جديدة"، متعهدا بأن هذا الهدف سيعمل على تحقيقه في المؤتمر الوطني المقبل للحزب، إذا ما نجح لإعادة قيادة الحزب مرحلة أخرى.
المرض الثالث، حسب بنشماش يتمثل في "النزوع إلى تحريف مرجعية الحزب"، ملتزما بأن المؤتمر الرابع سيكون محطة أساسية على طريق هذه الأهداف.
ولفت الأمين العام لحزب "البام" إلى أن "العجز عن الوساطة الفعالة"، يعد إحدى المشاكل التي لم يستطع حزبه القيام بها خلال المراحل السابقة، مشيرا إلى أن أولويته في المرحلة المقبلة هو "كيفية إعادة بناء النسيج الوطني للوساطة السياسية والاجتماعية"، بدء من المؤتمر المقبل.
وأكد حكيم بنشماش أن حزبه "عاجز عن تعبئة وإنتاج الخبرة الحزبية"، لافتا إلى أن "أغلب آليات إنتاج الخبرة في حزبنا متوقفة، أو مرتهنة بصراعات ذاتية".
وشدد المتحدث ذاته على أن هناك عدة شروط ينبغي على حزبه القيام بها خلال المرحلة المقبلة، التي ستنطلق بدء من المؤتمر الوطني المقبل، وتتمثل في التأكدي على "الموقف من مشاريع الإسلام السياسي"، إذ أكد بنشماش على أن حزب الأصالة والمعاصرة لا يجب عليه أبدا التساهل مع هذا المشروع ومواجهته، في إشارة إلى ضرورة الاستمرار في مواجهة حزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر أكبر عائق أمام تموقع "البام" على الساحة السياسية.
ونبه الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة إلى أن حزبه ينبغي عليه أن يحسم "علاقته بمختلف مؤسسات الدولة والسلط الدستورية".
وقال في هذا الباب "علينا اليوم أن نشمر على ساعد الجد وننخرط في العمل السياسي الصبور والدؤوب ونتخلى عن كل أوهام الحظوة الموهومة، وفي مقدمتها ” وهم” ادعاء البعض منا قربه من ” الفوق”"، في إشارة إلى أنه يعد قواعد حزبه بأنه سيحاول أن يدفع عن حزبه كل شبهات الدعم التي يتلقاه حزبه في بعض المحطات، بعدما بات متهما بأنه حزب مقرب من السلطة ويتلقى الدعم منه.
ورسم ينشماش "نطاق تحالفات حزبه، معتبرا أن رؤيته هو أن لا يتحالف حزبه في المرحلة المقبلة مع "حاملي مشاريع سياسية تستغل الرأسمال الرمزي للدين الإسلامي المشترك بين جميع المغاربة"، في إشارة إلى أن التحلف مع العدالة والتنمية خط أحمر بالنسبة له.
وأضاف أن "كل من يوهم، من حزبنا، الرأي العام، بإمكان تغيير هذا الموقف الثابت، فهو لا يمثل خط الحزب، ولا يعدو تمثيل رغباته الذاتية التي لا تعني مؤسسات الحزب في شيء"، وهو يرد بذلك بطريقة مباشرة على أطروحة عبد اللطيف وهبي، الذي يدافع على فكرة عدم مواجهة حزب العدالة والتنمية وبدل ذلك التعاون معه في المرحلة المقبلة من خلال القيام بمصالحة سياسية ومراجعة أطروحة حزب "البام".