حج المسكين: عبد السلام بن مشيش...سبع زيارات توازي حج مكة

أمينة المستاري
اعتاد فقراء بعض المناطق بالمغرب، في الثمانينات من القرن الماضي، أن يمارسوا طقوس الحج بطريقتهم الخاصة، لعدم استطاعتهم دفع مصاريف القرعة والتوجه إلى الديار المقدسة لأداء مناسكه، فيقومون بمحاكاته دون أن يغادروا أماكنهم وقبيلتهم.
بمنطقة جبالة، على بعد 60 كلم من تطوان، اشتهر ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش كحج صغير يقصده المغاربة من كل مكان، لممارسة طقوس :الحج" المتمثلة في الطواف بالأحياء وجمع الذبائح ...ويتوجه الجميع نحو جبل العلم الذي ينتصب فوقه ضريح عبد السلام بن مشيش، لكن مع مرور الوقت اختفت شعيرة الدم، وهو ما يميز بين الحج الصغير والحج الكبير.
طقوس كثيرة كانت تقام فيما مضى، واختفت جلها في وقتنا هذا، فقد كان الاعتقاد أن زيارة ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش سبع مرات يوازي القيام بالحج بمكة.
وكان الزوار من المساكين والفقراء يقومون بأداء فريضة الحج لعدم استطاعتهم السفر ودفع مصاريف الحج أو بسبب عدم القدرة البدنية، فيقومون بمحاكاة طقوسه من تهليل وتكبير ....خاصة وأن الولي كانت له مكانة خاصة عند المغاربة ومحبة، تجتمع فيها محبة آل البيت والعثرة الشريفة عموما.
وقد اعتبر مولاي عبد السلام بن مشيش كعبة العلم المنيف ونبعة النسب الشريف، انقطع للعبادة منذ صغره، في مغارة بجبل العلم، وعمل في الفلاحة .
تخرج على يده العديد من أقطاب التصوف، وحضي ضريحه بتقدير كبير من طرف المغاربة، يحجون إليه طوال السنة، لكن ترتفع نسبة الزيارات في موسمه المنعقد كل 15 شعبان، حيث تقام ليلة "النسخة" بحضور مريدين من كل مناطق المغرب.
حضي مولاي عبد السلام بن مشيش ليس فقط اهتمام عامة الناس، بل ملوكا قصدوه أثناء فترات صعبة عاشوها، فاحتموا به أثناء الاضطرابات الداخلية.