مراهنة مدريد على المغرب.. هل حققت إسبانيا تقدما في مكافحة الهجرة السرية

الكاتب : انس شريد

06 يوليو 2024 - 10:00
الخط :

في بداية عام 2024، شهدت إسبانيا دخول 8,067 مهاجر غير شرعي خلال شهر يناير، مما أثار قلق السلطات حول ما سيحمله العام من تحديات، وخاصة في جزر الكناري، التي تعتبر النقطة  الأكثر تضررًا من الدخول غير النظامي عن طريق البحر، حيث وصل 7,270 مهاجرًا عبر هذه الطريق.

وحسب ما تداولته الصحافة الإسبانية، فقد كشفت وزارة الداخلية الإسبانية في أحدث تقاريرها عن حركة الهجرة غير النظامية في الفترة من 1 يناير إلى 30 يونيو، أن 24,898 شخصًا دخلوا البلاد بشكل غير منتظم، بزيادة قدرها 12,194 شخصًا أو 96٪ مقارنة بنفس الفترة من عام 2023، حيث تم تسجيل 12,704 مهاجرين غير شرعيين.

في مواجهة هذا الارتفاع الكبير، تراهن إسبانيا على التعاون الوثيق مع المغرب للحد من الهجرة السرية ووقف شبكات الاتجار بالبشر.

ويعد المغرب شريكًا رئيسيًا في هذا المجال، حيث يضطلع بدور حيوي في مراقبة الحدود البحرية ومنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين.

ويعتمد هذا التعاون على تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق الجهود الأمنية، وتنفيذ حملات ميدانية مشتركة تهدف إلى تفكيك شبكات الاتجار بالبشر التي تستغل الفقراء والمحتاجين.

وتجسد هذه الجهود التعاون المثمر بين مدريد والرباط في مكافحة التحديات المشتركة. ورغم التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجهها، فإن الحكومة الإسبانية تأمل أن تثمر هذه الشراكة عن تراجع ملحوظ في أعداد المهاجرين غير الشرعيين وتحقيق مزيد من النجاح في مكافحة الاتجار بالبشر.

إن استمرار هذا التعاون ونجاحه يعتمد بشكل كبير على الدعم المتبادل والالتزام القوي من كلا الطرفين لضمان أمن واستقرار المنطقة.

ووعيا بأهمية المملكة في مجال محاربة الهجرة السرية وغيرها، تواصل الرباط الحصول على أكبر دعم من الحكومة الإسبانية، يقدر ب30 مليون أورو سنويا.

وسبق أن قدمت إسبانيا مؤخرا، دعما تكنولوجيا حديثا للمغرب لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.

ويشمل هذا الدعم الأخير الذي قدمته مدريد، تزويد المغرب بمناظير رؤية ليلية ووسائل تكنولوجية متطورة، تهدف إلى تحسين قدرات المراقبة والاعتراض على الحدود.

ووفق لصحيفة "لاراثون" الإسبانية، فإن زودت المملكة المغربية مؤخرا، ب 65 كاميرا حرارية مزودة بأجهزة GPS و 98 كاميرا حرارية محمولة للمراقبة و 25 منظارا للرؤية الليلية ومعدات اتصالات بحرية مختلفة.

وأكدت الصحيفة، أنه في المجموع، هناك 188 نظاما للتحكم بشكل أفضل في الحدود البرية والبحرية مع إسبانيا.

وأضافت "لاراثون"، أن هذه المساعدة تأتي كجزء من برنامج "دعم إدارة الحدود والهجرة في المغرب FIAPP" ، الممول من الاتحاد الأوروبي.

كما سبقت لصحيفة "OKDIARIO" الإسبانية، قد أكدت أن إسبانيا خصصت أيضا 3.6 مليون يورو، لدفع ثمن 33 عربة و 10 سيارات إسعاف و183 دراجة نارية، للمملكة المغربية، في إطار مراقبة الحدود.

ووفق ما نقلته صحيفة "OKDIARIO" الإسبانية، فإن هذا القرار تم طرحه للتو من خلال المؤسسة الدولية والأيبيرية –الأمريكية للإدارة والسياسات العامّة (FIIAPP)، وهي مؤسسة يرأسها وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس.

وأكدت الصحيفة، أنه سيتم تخصيص هذه المعدات لفائدة السلطات المغربية، في إطار مراقبة الحدود، وتعزيز مكافحة الهجرة غير الشرعية، والحد من تهريب المخدرات في مضيق جبل طارق.

آخر الأخبار