كشف الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، أن الأنظمة البرلمانية عموما، والنظام البرلماني بالمغرب على وجه الخصوص، يعاني من عدة تحديات تعوق عمله وتثقل كاهله.
وأوضح المالكي الذي ألقى كلمة خلال "المنتدى العالمي حول تطوير الانظمة البرلمانية والمؤتمر البرلماني روسيا- افريقيا"، المقام حاليا بموسكو، أن أبرز التحديات التي تواجه الانظمة البرلمانية، هو طغيان "نزعات مناهضة العمل البرلماني والمؤسسات"، و"الادعاء باستنفاذ أدوارها"، و"التشكيك في النخب"، و"نشر الاخبار الكاذبة والزائفة بشأن البرلمانات".
وأضاف رئيس مجلس النواب المغربي، الذي يشارك في هذا المنتدى على رأس وفد برلماني مغربي، أن الانظمة البرلمانية، ومنها المغرب، يعاني من "ضعف المشاركة في الانتخابات"، و"يروز الحركات الانطوائية"، و"الخلط والتداخل بين المشكلات الوطنية والقضايا الدولية".
واشتكى المالكي، فضلا عن ذلك، من "طغيان النزعات الاقتصادوية والمالية والتقنوية على المشاريع السياسية والثقافية وجوهر الافكار، على الرؤية الاستراتيجية الشاملة".
ونبه رئيس مجلس النواب إلى أن "هذه التحديات تتغذى من أوضاع استراتيجية دولية واقليمية لم يسبق للعالم أن عاشها الا خلال الحربين العالميتين في القرن العشرين".
وبين المتحدث ذاته أن "أجندات الارهاب الدولي تتجاوز اليوم الحدود القطرية، إذ أضحى تحديا دوليا بأدوات خطيرة وبعنف أعمى".
وتابع أن النزعات بدورها أصبحت "عابرة للحدود، ومدمرة ومزمنة أكثر من أي وقت مضى، وتتسبب في موجات لجوء ونزوح وهجرات عابرة للحدود والقارات، وفي مآسي انسانية كبيرة، فيما تتسبب ارتفاع درجة حرارة الارض في اختلالات مناخية مدمرة للطبيعة والحياة".
واعتبر المالكي أنه "لمواجهة هذه التحديات، لابديل في ما يرجع الى انظمة الحكم سوى تقوية الانظمة البرلمانية والمؤسسات التمثيلية، والعمل من اجل تعزيز الثقة في البرلمانات وفي المؤسسات الديمقراطية والدستورية".
ومن أجل تحقيق ذلك، يقول المالكي، "ينبغي للبرلمانات أن تكون متفاعلة مع قضايا المجتمعات ومع السياقات، ومتجاوبة مع انشغالات الموانات والمواطنين، وهو ما يمكن أن يجسده برلمان القرب الذي ينبغي ان يصغي للناس وخاصة الى الشباب والنساء والفئات الهشة".
