في خضم الصيف الحار، وفي قلب المدن السياحية المغربية، تبرز ظاهرة المهن الموسمية كحل جذري لمكافحة البطالة بين الشباب.
وتوفر الشواطئ الممتدة على طول السواحل المغربية فرص عمل مؤقتة، تمثل شريان حياة للكثيرين ممن يسعون لتحسين وضعهم الاقتصادي والاستفادة من موسم السياحة الذي يشهد ذروته خلال هذه الفترة.
ويشير الخبراء في القطاع السياحي إلى أن المهن الموسمية خلال فصل الصيف توفر فرص عمل هامة، خاصة في المدن الساحلية التي تعج بالسياح من الداخل والخارج، حيث تصبح الشواطئ الممتدة على طول الساحل المغربي مسرحاً لفرص العمل المؤقتة.
ووفقاً للخبراء، تندرج العديد من هذه المهن ضمن خانة الاقتصاد غير الرسمي، ما يسمح لشريحة واسعة من الشباب بالتخفيف من حدة البطالة لعدة أشهر، في وقت تضررت فيه القدرة الشرائية للأسر.
ويجد الشباب في المهن الموسمية فرصة ذهبية لكسب لقمة العيش بطريقة مشروعة وفعالة، بعيداً عن البطالة التي تطاردهم طوال العام.
من العمل كمنقذين على الشواطئ، إلى العمل في المطاعم وبيع المثلجات والمنتجات الصيفية واليدوية والحرفية للسياح، تُعتبر هذه الوظائف مصدراً مؤقتاً للدخل خلال العطلة الصيفية.
وتحمل حكايات الشباب العاملين في هذه المهن في طياتها الكثير من الطموح والأمل.
ويروي أحمد، شاب في العشرينات من عمره، للجريدة 24، كيف أن عمله كمنقذ على شاطئ عين الذئاب لم يساعده فقط في كسب المال، بل وفر له أيضاً فرصة لتطوير مهاراته في الإسعافات الأولية.
ويقول أحمد: "هذا العمل ليس مجرد وسيلة لكسب المال، بل هو تجربة تثري حياتي بطرق لا يمكن تصورها."
كما توفر بعض المطاعم على طول شاطئ عين الذئاب فرص عمل مؤقتة للشباب.
سارة، التي قررت الاشتغال خلال العطلة الصيفية داخل مطعم مشهور، ترى في هذا العمل المؤقت فرصة لتحقيق أحلامها في التعليم العالي.
توضح سارة "للجريدة 24"، "أستخدم أرباحي من هذا العمل لتمويل دراستي الجامعية، إنها ليست مجرد مهنة موسمية، بل جسر يصل بيني وبين مستقبلي."
وفي المقابل، طالبت المعارضة البرلمانية مراراً في قبة البرلمان بمنح هؤلاء الشباب فرصاً للعمل بدلاً من تهميشهم في البطالة.
مطالبة بتنظيم دورات تدريبية وتوعوية تساهم في رفع مستوى الكفاءة وتحسين جودة الخدمات المقدمة، مما يزيد من فرص جذب السياح ورفع مستوى الرضا لديهم.
في النهاية، تشكل المهن الموسمية في الصيف في المدن السياحية المغربية أكثر من مجرد وسيلة لكسب المال للشباب؛ إنها تجربة غنية تفتح أمامهم آفاقاً جديدة وفرصاً واعدة.