جبرون: من العبث البحث عن أجوبة للحريات الفردية عند الفقهاء القدامى

حذر محمد جبرون، الباحث في الفكر الاسلامي والتاريخ، من جعل الاسلام سبب المشاكلات والمآزق الاجتماعية التي يعرفها المغرب.
وجاء كلام جبرون ردا على عدد من المداخلات التي شهدتها ندوة نظمتها حركة ضمير حول "الحريات الفردية بين التحوالت المجتمعية والمرجعية الدينية"، اليوم الخميس بالرباط.
وأشار جبرون إلى أنه يجب أن نحذر من السقوط في مجازفة علمية بتفسير الاشياء من جانب واحد، داعيا إلى ضرورة الركون إلى الخبرة في بحث عدد من القضايا والهدوء والانفتاح على مداخل أخرى لمعالجة أي مشكلة، معتبرا أن الحريات الفردية مشكلة ليست دينية أبدا، بل مجتمعية.
وشدد جبرون، في ذات الندوة، على أن اعتبار الاسلام هو أساس هذه الثقافة هو اعتداء على الاسلام واعتداء حتى على المخزون الثقافي الذي يعود أصله إلى حقبة ما قبل الاسلام.
وأوضح أنه لما جاء الاسلام وجد جاهزا ثقافيا، وعليه تدخل الاسلام في عدد من القضايا السائدة في حدود الامكان، وقام بتوجيهه في حدود معين، لكن لم يلغه.
وتابع محمد جبرون أن منطق الاسلام منطق تفاوضي مع الواقع في حدود المتاح ولم يكن يوما متسلطا على ثقافة الواقع، قبل أن يضيف أن أفق الاسلام أفق كلي وتحرري في المجمل.
ودعا جبرون إلى انتظار تصورات نظرية تعالج عددا من قضيا المجتمع، ولاسيما ما يتعلق بتمثلات الاسلام وفهم الدين، بعد نبه إلى أن المغاربة عموما ينتجون فهمهم للاسلام بطريقة خاصة، ولا ينتظرون الفتوى وأقوال الفقهاء، الأمر الذي يقتضي انتاج هذه التصورات الفكرية، حسب ذات الباحث في الفكر الاسلامي.
وقال جبرون إنه لا يجب البحث عن أجوبة للحريات الفردية عند الفقهاء القدامي سواء عند الامام مالك أو عند غيره، موضحا أن هؤلاء الفقهاء كانت لهم قضايا من نوع خاص يعالجونها ويناقشونها لا تشبه قضايا العص الحالي، مشددا على أنه من العبث البحث عن هذه الأجوبة عند هؤلاء الفقهاء.