عندما يلبس أبالسة النضال لقب شيخ المعتقلين السياسيين على رجل أكل السحت ولم يعترف به

من المضحك والملقي على القفا جرّاء ذلك، ما يند عن أفواه أبالسة النضال في المغرب، وهم يصفون "محمد زيان"، أمين عام حزب "السبع" المتهم بتبديد أموال عمومية، بـ"شيخ المعتقلين السياسيين"، ويعمدون إلى محاولة الضغط من أجل الإفراج عنه، وكأن الأمر ينحاز لشد وجذب، وليس اقتصاصا من رجل أكل السحت ولم يبُرَّ به، بعدما عاث فسادا كثيرا، حتى تلقفته يد العدالة العمياء التي لا تفرق بين أحد.
ولكن هل فعلا "محمد زيان"، معتقل سياسي؟ لا قطعا، فهو بالطبع فهو ممن أكلوا الغلة طويلا ثم انقلبوا فيما بعد إلى سب الملة، بعدما سحب الثدي من فمه، وراح يبحث عن الانسلال وسط جوقة أبالسة النضال، الذين احتضنوه وقرروا اللعب به مثل أي بالون ونفخوا فيه كثيرا إلى أن ظن نفسه كبيرا، فانتهى بمصيره معتقلا في السجن، لأنه رمى الناس كثيرا بالحجارة وبيته من زجاج، بعدما غرق في المال العام وأبى إرجاعه.
ولا نحسب "محمد زيان"، مناضلا البتة، فتاريخه يشهد عليه بالكثير من الانتهازية، مثلما انتهز موقعه الحكومي سابقا لتصريف أحقاده تجاه الراحل "نوبير الأموي" أو الملقب بـ"بوسبرديلة"، ولا كما انتهز الفرصة مع عاهرات داعرات كـ"وهيبة خرشش" ممن سقطن في حبائله، بعدما أوهمهن بالقدرة على الدفاع عليهن أمام القضاء، وراح يوخز مؤخراتهن، مثل أي الـ"فوكاتو" الشهير في فيلم "طيور الظلام" للزعيم المصري "عادل إمام".
أيضا، من يدفعون زورا بأن "محمد زيان" معتقل سياسي، ومن يصدعون الدنيا الآن ويملؤونها زعيقا، طامعين في الضغط للإفراج عنه، لم ينبسوا ببنت شفة وهم يرونه ينكِّل ببلدهم ويمثِّل بها على خرقة الـ"Independiente" الإسبانية، المعادية للوحدة الترابية للمملكة، فحينها أعجبوا بما تلفظ به من هرطقات وبدر عنه من هذيان، وهو يضع سكينا في يد الخرقة الإسبانية الموالية لـ"بوليساريو"، حتى تدبج في حق بلده ما لا يستقيم البتة.
إن من يحاولون جعل "محمد زيان" مناضلا ومعتقلا كمن يحاول أن يدخل الجمل في سم الخياط، بل المحاولة الثانية قد تكون أهون، ولعلهم في قرارات أنفسهم يمنون النفس أن يطول اعتقاله بسبب ما ارتكبه في حق المال العام الذي بدده واغتنى به، لأن دوام حاله يعني دوام بقائهم في المشهد "الحقوقي" الذي يغتنون فيه من التطبيل للمغرر بهم ثم الدعوة للإفراج عنهم فيما بعد.
ولربما كان أجدى بالنافخين في النار والمتاجرين بمثل هكذا قضايا يظنونها نضالا، لو أنهم صاغوا طلبا للعفو، حتى يشمله عفو الملك مثلما شمل سابقيه، أما اللعب بورقة الضغط فذاك شأن حتما لن يفضي إلى شيء، اللهم بقاء "محمد زيان" سجينا وهم طلقاء يقرعون كؤوس الخمرة على "شرف" ذكراه في تجمعاهم، وهو أمر يطلبون استدامته وإلا فإن تجارتهم ستبور بالمرة.