معركة بيئية في قلب الدار البيضاء.. استنفار رؤساء المقاطعات تحت ضغط الشكايات

الكاتب : انس شريد

19 أغسطس 2024 - 10:30
الخط :

تواجه مدينة الدار البيضاء تحديات بيئية متعددة، تضاف إليها مشكلات جديدة تتطلب استجابة سريعة وفعالة من السلطات المحلية.

فبينما تشن المدينة معركتها ضد انتشار الحشرات الضارة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، تجد نفسها في مواجهة معركة أخرى لا تقل أهمية، وهي حماية حاويات النفايات من الإتلاف والسرقة.

مع اشتداد الحرارة في فصل الصيف، أصبحت الحشرات مصدر إزعاج كبير لسكان المدينة، مما دفع بالجهات المنتخبة على مستوى مقاطعات الدار البيضاء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.

ووفقا لما توصلت به الجريدة 24، فقد استجابت السلطات لشكايات المواطنين من خلال إطلاق حملة واسعة النطاق تستهدف النقاط السوداء في المدينة، حيث تتكاثر الحشرات بكثافة، خاصة في المناطق التي تعاني من تجمعات المياه الراكدة.

بالتعاون مع شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء للبيئة"، قامت فرق العمل برش المبيدات الحشرية في المناطق الأكثر تضرراً، سواء في النهار أو الليل، في محاولة للحد من تأثير هذه الحشرات على صحة وراحة السكان.

ورغم الجهود الكبيرة المبذولة، إلا أن التحديات لا تزال قائمة. ارتفاع درجات الحرارة يخلق ظروفًا مثالية لتكاثر الحشرات بشكل سريع، مما يجعل السيطرة عليها أمرًا صعبًا.

ومع ذلك، تواصل السلطات المحلية تعزيز عمليات الرش وتكثيف حملات التوعية بين السكان، بهدف تقليل العوامل التي تساعد في انتشار هذه الحشرات. وتأكيداً على التزامها بمكافحة هذه الظاهرة، خصصت جماعة الدار البيضاء ميزانية ضخمة لشركة "كازا بيئة" لتنفيذ مهام مكافحة الحشرات الضارة، إلى جانب مهام أخرى مثل مكافحة الحيوانات الضالة وإدارة جثث الحيوانات النافقة في المدينة.

وفي الوقت نفسه، تشهد شوارع الدار البيضاء معركة أخرى تتعلق بحماية حاويات النفايات من الإتلاف والسرقة، وهي مشكلة تؤرق جهود النظافة في المدينة.

في إطار خطة متكاملة تجمع بين التوعية المجتمعية والردع القانوني، تسعى الجهات المنتخبة إلى حماية الحاويات، حسب مصادر الجريدة 24، خاصة في الأحياء الشعبية. وفقاً لمصادر موثوقة، تخطط السلطات لوضع الحاويات في أماكن حديدية خاصة لحمايتها، مع تولي شركة "أرما"، المكلفة بأشغال النظافة، تنفيذ هذه العمليات.

وقد بدأت عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان في تنفيذ هذا الإجراء، حيث تم تحديد مواقع نقاط التجميع في عدة مناطق رئيسية مثل شارع محمد السادس وشارع الفداء وشارع 2 مارس وأحياء أخرى. تقوم شركة "أرما" بتجهيز تلك النقاط، تحت متابعة دقيقة من مصلحة تتبع التدبير المفوض بالتنسيق مع مصلحة الشؤون التقنية والمصلحة المختصة بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان.

وتهدف هذه الإجراءات إلى الحفاظ على الحاويات من الإتلاف وضمان نظافة أماكن رمي النفايات المنزلية، مما يسهم في تحسين البيئة المحيطة وتوفير بيئة نظيفة وصحية للمواطنين.

في خطوة جريئة لتحويل الدار البيضاء من مدينة إسمنتية إلى واحة خضراء، تسعى عمدة المدينة، نبيلة الرميلي، إلى تحقيق رؤيتها الطموحة من خلال افتتاح مشاريع بيئية جديدة.

ومن أبرز هذه المشاريع، "حديقة الهضبة الخضراء" التي افتتحت مؤخرًا في منطقة سيدي مومن، حيث تمتد على مساحة شاسعة تبلغ 12 هكتارًا، لتكون متنفسًا طبيعياً لسكان المنطقة.

ولتعزيز هذا التحول البيئي، شهدت المدينة أيضًا إطلاق منتزه "بشار الخير" الترفيهي في مقاطعة الحي المحمدي، ليصبح معلمًا جديدًا يضفي على المدينة جمالية وروحًا جديدة، ويعكس التزام العمدة بتحويل الدار البيضاء إلى مدينة تتنفس الطبيعة.

آخر الأخبار