دعم الدولة ينقذ مصاريف التعليم العمومي.. فهل تتخلى المدارس الخصوصية عن غلاء الأسعار؟

الكاتب : انس شريد

20 أغسطس 2024 - 08:30
الخط :

في كل عام، ومع اقتراب موعد العودة إلى المدارس، تجد الأسر المغربية نفسها عالقة في متاهة لا نهاية لها من الأعباء المالية المتصاعدة.

لكن هذا العام يبدو الوضع أكثر تعقيدًا، حيث تجتمع تأثيرات عيد الأضحى والعطلة الصيفية مع ارتفاع تكاليف المعيشة لتضع الأسر أمام تحدٍ مرهق.

من شراء اللوازم المدرسية والكتب إلى أداء رسوم التسجيل، تشعر الأسر بضغط متزايد لتوفير كل ما يحتاجه أبناؤها لمواصلة تعليمهم.

ويشتكي أولياء الأمور، خاصة في المدارس الخصوصية، من غلاء اللوازم الدراسية، حيث يمكن أن تصل تكلفة تجهيز طفل واحد في سلك الابتدائي إلى ما بين 1200 و1500 درهم، وهو مبلغ يتضاعف عن ما كان عليه في السنوات السابقة، حيث لم يكن يتجاوز 600 درهم.

ويتساءل العديد منهم عن الجدوى من شراء كل هذه اللوازم، خاصة وأنها غالبًا لا تُستخدم بالكامل خلال السنة الدراسية. مثال على ذلك، الدفاتر ذات 150 أو 200 ورقة التي تبقى غير مستغلة بشكل كامل.

وفي ظل هذا التخوف، قال لحسن المعتصم، رئيس رابطة الكتبيين بالمغرب، حسب ما توصلت به "الجريدة 24"، أن الزيادة في أسعار الكتب الدراسية باللغتين الإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى المواد العلمية المستوردة باللغة الفرنسية، ترتبط بالكتب المعتمدة في مؤسسات التعليم الخصوصي.

وأشار المعتصم إلى أن المدارس الخصوصية تتحمل جزءًا كبيرًا من المسؤولية، حيث تُلزم أولياء الأمور بشراء هذه المقررات، وتقوم بنفسها باختيار الكتب، ما يثير العديد من التساؤلات حول هذه الممارسات.

من جهة أخرى، أكد المعتصم أن الكتب المدرسية للتعليم العمومي لم تشهد أي زيادة في الأسعار، وذلك بفضل الدعم الحكومي الموجه لهذه الكتب.

كما قدمت الدولة دعمًا مباشرًا لتلاميذ الأسر المستفيدة من الدعم الاجتماعي، بهدف تخفيف العبء وضمان حصول جميع التلاميذ على الكتب الضرورية، حسب رئيس رابطة الكتبيين بالمغرب.

وفيما يخص الأدوات المدرسية الأخرى مثل الدفاتر والمحافظ، أوضح المعتصم، أنها لم تسجل أي زيادة في الأسعار هذا العام، بل على العكس، شهدت بعض الأدوات انخفاضًا في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، ما يتيح للأسر خيارات أوسع لشراء اللوازم بأسعار معقولة.

بين ضغوط التكاليف المرتفعة وتفاوت أسعار الكتب واللوازم بين التعليم العمومي والخصوصي، يبقى السؤال الأهم: كيف ستواجه الأسر المغربية هذا التحدي المتكرر كل عام، وهل ستتمكن من توفير بيئة تعليمية مناسبة لأبنائها في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة؟

آخر الأخبار