في قلب الأزمة.. هل تنقذ العيون المائية مستقبل الدار البيضاء؟

في خضم الأزمة المائية التي تلوح في الأفق، تتحرك مدينة الدار البيضاء بخطى ثابتة لتأهيل العيون المائية غير المستغلة التي تنتشر في مختلف أنحاء المدينة.
وظلت هذه العيون، لفترة طويلة تفتقر للاستغلال الفعّال، تشكل اليوم بارقة أمل لتخفيف الضغط عن الموارد المائية المتاحة، خاصة في ظل الجفاف المتواصل الذي ضرب البلاد.
الدار البيضاء، التي لطالما كانت مركزًا اقتصاديًا مزدهرًا، تجد نفسها الآن أمام تحديات بيئية خطيرة قد تغير ملامحها إلى الأبد. مع تزايد شكاوى السكان من شح المياه وبدء السلطات في تقليل الصبيب عن الأحياء، أصبح من الضروري البحث عن حلول جديدة ومستدامة.
ومن بين هذه الحلول، حسب مصادر الجريدة 24، من داخل الجماعة، استغلال العيون الطبيعية التي كانت مياهها تضيع هدراً في الصرف الصحي أو تتدفق دون جدوى إلى البحر.
في مقاطعة سيدي البرنوصي، على سبيل المثال، تم الكشف عن عين مائية لم تُستغل بعد، رغم أن مياهها كان يمكن أن تروي مساحات شاسعة من الأراضي الخضراء.
هذا الواقع دفع المجتمع المدني إلى رفع مطالب عاجلة للسلطات من أجل تحريك عجلة استغلال هذه الموارد المتاحة.
عمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، أعربت عن دعمها الكامل لهذه الجهود، مؤكدة على ضرورة الاستفادة من كل قطرة ماء متاحة في ظل الأزمة الحالية.
وقد أكدت الرميلي أن جماعة الدار البيضاء قد بدأت بالفعل في وضع خطط لتأهيل العيون المائية، بما في ذلك عين سندباد وسيدي عبد الرحمان، من أجل تحويلها إلى مصادر مياه بديلة يمكن الاعتماد عليها لسقي المساحات الخضراء والحفاظ على المناظر الطبيعية في المدينة.
المعركة ضد الجفاف في الدار البيضاء لا تقتصر على استغلال العيون فحسب، بل تتضمن أيضًا مبادرات أخرى مثل إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة، والتي من شأنها أن توفر كميات إضافية من المياه القابلة للاستخدام.
في ظل هذه التحركات، تبقى العيون المائية المهملة فرصة ذهبية يجب على المدينة أن تستغلها على أكمل وجه، ليس فقط لتجاوز الأزمة الحالية، بل أيضًا لضمان استدامة المياه للأجيال القادمة.