ارحموا "فؤاد عبد المومني"، واتركوا له شيئا من أصله التجاري الذي يتاجر به

هشام رماح
ارحموا "فؤاد عبد المومني"، واتركوا له شيئا من أصله التجاري الذي يتاجر به، فكما أنه رأى العديد ممن كان يتاجر بقضاياهم خارج أسوار السجن بعد العفو الملكي في مناسبتين ترادفتا عليه، فإنه أصبح يتخبط "مثل مخصي من شدة الخوف"، من تجارة يراها تتلاشى رأي العين، رويدا رويدا.
وككل مرة خرج علينا، "فؤاد عبد المومني" من القمقم، مزايدا على العفو الملكي، الذي شمل صحفيين ومدونيين وتجار سابقين في القنب الهندي، ليعلن نفسه ممانعا لتمتيع هؤلاء بالحرية، وبالتنعم بفضل الملك محمد السادس، الذي أصدر عفوا ينسجم وصلاحياته الدستورية، لكنه وقبل كل شيء مفعم بكل قيم الإنسانية التي تمتد إلى العقوبة دون الجريمة.
ويبدو أن "فؤاد عبد المومني"، الذي سبق وخان "الأمانة" ونهب أموال المؤسسة التي ترأسها، وأفلسها بعدما ترك أرصدتها خاوية، يتهيب من أن يلاحقه الإفلاس، ويدب الخمول في جسده وتركد "حساباته" الافتراضية، التي ظل فيها يرغي ويزبد، راكبا على موجة الاعتقالات التي طالت المعفى عنه بسبب جرائم ارتكبوها، وتخلَّدت في ذممهم حقوق ضحاياهم.
وكبهيمة (وهو، ولا شك، يحب البهائم لدرجة أنه سبق ووصف الموظفين بالبهائم) انفلت "فؤاد عبد المومني" من عقاله، ليدهس بتدويناته كل من أشاد بالعفو الملكي، وقد نصَّب المشيدين أعداء له وصار يناصبهم كل العداء، حسبه أنهم يقفون له في طريق "الرزق" ويضربون أصله التجاري في الصميم، بعدما ظل يغتني من الهرطقة وفدع الكلام.
ولا ريب أن تدوينة "مصطفى الرميد"، وزير العدل والحريات السابق، التي انقض عليها بكل خبث وخسة، أتت مفعولها في دخيلة "فؤاد المومني"، هذا الذي ابتلانا به القدير فوق هذه الأرض السعيدة، ليضرط ويتبرَّز، محاولا عن سبق إصرار تغيير نعمة العفو على من عانقوا الحرية إلى نقمة، في إيمان منه بأن العفو الملكي، لا يخدم مصالحه بقدر ما يأتي عليه مثلما تأتي النار على الهشيم.
وحتما حسب "فؤاد عبد المومني" قولة الحق التي أدلى بها "مصطفى الرميد"، وبالا عليه وعلى من يماثلونه من الجوقة التي لا تفتر من تكرار أسطواناتها المشروخة من "حسن بناجح" و"بوبكر الونخاري" و"ميلود قنديل"، والكثير من القمَّامين، الذين يتداعون على المشيدين بالعفو الملكي، ويرون فيه ما يراه كل سوي حسن الطوية، لا خبيث السرائر أمثالهم.
لقد أظهر تطاول "فؤاد عبد المومني" وتجاسره على "مصطفى الرميد"، في تدوينة أردأ من منه، أن العفو الملكي جعله في حالة شرود، وبأنه مثخن به وبأن وزير العدل والحريات السابق، إنما نكأ جراحه، التي لن يستطيع لملمتها وهو يرى بأم عينه أن تجارته كسدت وبارت، وبأنه أقذر البشر الذين يصادرون للناس آراءهم، وينصِّبون أنفسهم أوصياء لا لشيء سوى لأنه لهم في ذلك ربح كبير.