مخلفات الهدم تشوه وجه الدار البيضاء وتثير غضب الساكنة

في واحدة من أكبر المدن المغربية وأكثرها حيوية، تتزايد معضلة تراكم مخلفات الهدم والبناء في شوارع وأحياء الدار البيضاء، حيث تحوّلت العديد من المناطق إلى نقاط سوداء تشوه ملامح المدينة وتعكس تدهورًا واضحًا في البيئة الحضرية.
هذه المخلفات، التي تتراكم يوماً بعد يوم، باتت تشكل تحدياً حقيقياً أمام السلطات المحلية وساكنة المدينة، وتثير استياء واسعاً بين الفعاليات الجمعوية.
الحي الحسني، من بين المناطق الأكثر تضرراً من هذه المشكلة، لا يزال يعاني من تراكم النفايات الهامدة، حيث يمكن للمارة أن يروا أكواماً من بقايا البناء والهدم على جانب الطرقات أو حتى في الساحات العامة.
هذا المشهد الذي بات مألوفاً لدى سكان المنطقة يعكس فشل الجهود المبذولة من قبل جماعة الدار البيضاء ورؤساء المقاطعات في معالجة هذه الظاهرة.
ورغم الوعود المتكررة والحملات الإعلامية، إلا أن الواقع يظهر عجزًا واضحًا في اتخاذ إجراءات فعالة لحل هذه المعضلة.
لا يقتصر تأثير هذه المخلفات على تشويه الجمالية العامة للمدينة فحسب، بل يتعدى ذلك إلى التسبب في مشكلات بيئية وصحية قد تكون خطيرة.
التربة الملوثة والغبار المنتشر في الهواء يشكلان خطرًا على صحة المواطنين، وخاصة الأطفال وكبار السن الذين يتعرضون بشكل أكبر لهذه الملوثات.
وفي خضم هذا الواقع المرير، ترتفع أصوات الفعاليات الجمعوية التي تدق ناقوس الخطر وتطالب بتدخل عاجل وجاد من السلطات المعنية، وفقا لما توصلت به "الجريدة 24".
وتشدد الجمعيات البيئية ومنظمات المجتمع المدني في الدار البيضاء على ضرورة وضع خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى التخلص من هذه المخلفات بطريقة سليمة وصديقة للبيئة.
كما تطالب بفرض عقوبات صارمة على المخالفين الذين يتعمدون التخلص من مخلفاتهم بشكل عشوائي ودون مراعاة للقوانين البيئية.
وترى الفعاليات الجمعوية، حسب ما توصلت به "الجريدة 24"، أن الحل لا يكمن فقط في إزالة المخلفات المتراكمة، بل في اتخاذ تدابير وقائية تمنع تكرار هذه الظاهرة.
من بين هذه التدابير، وفقا لما توصلنا به، تعزيز الرقابة على مواقع البناء والهدم، وتوفير مواقع محددة ومجهزة لتجميع هذه المخلفات، وإطلاق حملات توعية واسعة النطاق تستهدف المقاولين والمواطنين على حد سواء.
مع استمرار تزايد هذه المشكلة، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى جدية المجلس الجماعي في التعامل معها، وما إذا كانت ستحقق تقدمًا ملموسًا في المستقبل القريب.
الدار البيضاء، كواحدة من أهم المدن في المغرب، تستحق أن تكون نظيفة ومرتبة، خالية من المخلفات التي تشوه مظهرها وتؤثر على جودة حياة سكانها.
وبينما تظل الجهود مستمرة لإيجاد حلول مستدامة، تبقى أعين المواطنين والفعاليات الجمعوية متجهة نحو المسؤولين المحليين، مترقبةً تحركاتهم في هذا الملف الذي لا يحتمل مزيدًا من التأجيل أو التسويف.