لوموند: ملك المغرب من بين القلائل الذين يتعاملون مع مسالة الهجرة غير الشرعية بـ "مقاربة إنسانية"

الكاتب : الجريدة24

08 يوليو 2019 - 09:01
الخط :

هشام رماح

الملك محمد السادس، من بين القلائل الذين يتعاملون مع مسالة الهجرة غير الشرعية باعتماد "مقاربة إنسانية"، هكذ أورد مقال على صحيفة "لوموند" الفرنسية، فصل في السياسة الأوربية إزاء ظاهرة الـ"حريك" وكيف أن عددا من البلدان الإفريقية خاصة في شمالها تنفذ هذه السياسة بشكل أعمى وفي حل من أي اعتبارات "إنسانية أو أخلاقية".

المقال سلط الضوء على الدور الذي يقوم به المغرب، تنزيلا لرؤية ملكية، من خلال تبني سياسة "إنسانية" تروم صون كرامة الهاجرين القادمين من جنوب الصحراء والحالمين بمعانقة الضفة الأوربية، أما أوربا فترغب في الحد من تدفق هؤلاء المهاجرين إلى أراضيها بشتى الوسائل وبعض البلدان مثل الجزائر وتونس وليبيا تترجم هذه الرغبة على أرض الواقع بوسائل غير مقبولة ومهينة للمهاجرين.

وجاء في المقال، أنه على مدى 26 عاما وباعتماد تأشيرة "شنغن" في 1993، أصبح الجميع شاهدا على المآسي المتكررة في حوض المتوسط، فخلال ربع قرن من الزمن لقي 40 ألف شخص حتفهم وأزيد من هؤلاء هم في عداد المفقودين لتصبح الطرق التي سلكها المهاجرون من أجل الحلم الأوربي مسرحا لـ"تراجيديا" لم تسعف السياسة الأوربية المعتمدة في التخفيف من وطأتها.

وإذ لا تستند سياسة الهجرة الأوربية على مقاربة تشاركية، فإنها، واستنادا إلى المقال، لا تدخر جهدا لكبح المهاجرين غير الشرعيين، وهو ما تنفذه بشكل غير مقبول بعض الدول التي تحد إفريقيا جنوبا عبر إجراءات عدة مثل "الفيزا البيومترية" أو الأسلاك الشائكة والأنصال الحادة التي تمزق أجساد الـ"حراكة" أو عبر بناء مخيمات تأويهم، بما يجعل هذه البلدان تتحمل دور دركي دون إيلاء الأهمية للاعتبارات الإنسانية.

ووفق المقال فإن العديد من الرؤساء الأفارقة انساقوا للفخ الأوربي الذي يتجسد في "تفويض" دول القارة العجوز سوء معاملة المهاجرين إليهم، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس يمثل استثناء بمقاربته الإنسانية بما جعله يفلت من السقوط في هذا الفخ، إذ وقف رؤساء البلدان الإفريقية موقف المتفرج والاتحاد الأوربي والمنظمة الدولية للهجرة يرسمان على مدى سنوات خطوط سياسة الهجرة التي تملى عليهم.

لكن، ورغم أن المغرب ينتهج سياسة هجرة جديدة تتحلى بالطموح، فإنه لا يستطيع سوى الاستمرار في مراقبة الحدود الأوربية عبر منع المهاجرين غير الشرعين المغاربة والأجانب من المرور نحو القارة العجوز، وهذا ناجم عن عدم اعتماد استراتيجية تشرك الأفارقة في ترسيم سياسة الهجرة بما يجعل من قادتهم خداما في عهد ما بعد الاستعمار الأوربي، كما ساق مقال "لوموند".

آخر الأخبار