مع الصيدلاني العسكري "عزيز غالي" والمستصحف "حميد المهداوي".. مش حتقدر تغمض عينيك

هشام رماح
لن تجدوا في العالم بأسره "صيدلانيا" يخبر كل شيء مثل "عزيز غالي"، ويعمل على إطلاق "سلوقيته" علينا كما أطلق لحيته حزنا وكدرا على فراق أيقونته "حسن نصر الله"،زعيم حزب "اللات" ولن تجدوا في العالم أكثر مثل "حميد المهداوي"، الذي يلتحف عنوة صفة الصحفي، ويتغابى بأسئلة مشدوهة، تروم جعل مخاطبه خبيرا عسكريا لا يشق له غبار.
ولا شك أن "عزيز غالي"، متاح دوما، يستطيع الحديث في كل شيء وعن كل شيء، كما لا ريب أنه أصبح بارعا في ترديد ما حفظه من مشاهدته الدائمة لقناة "الجزيرة" القطرية وتوابعها من "الجزيرة مباشر"، و"الخبراء"، الذين تأتي بهم للتنظير في الاستوديوهات المكيَّفَة، مثل أي "جنرالات" لم تخض الحرب يوما.
ولا ينفك "عزيز غالي"، عن إجابة من دعاه، ويكفي أن يحضر إلى أي لقاء ليمتح من قاموس ما تعلمه من متابعته للحرب الدائرة في الشرق الأأوسط، ليرتدي لبوس العارف بأمورها من "إسناد" و"استنزاف"، و"البيئة الحاضنة" و"العمق الاستراتيجي"، وعالما بنوايا إيران ومراميها، وعدم تخليها عن "حزب اللات"، الذي وصفه "عزيز غالي"، بـ"درة التاج الإيراني".
ولأن المُحاوِر ليس بأعلم من "عزيز غالي"، وأفرَدَ له كل سبل الاستئساد على متابعي المستصحف "حميد المهدوي"، فإن الصيدلاني، الذي ترك الدواء وترجمة خطوط الأطباء العصية على الفك، توغل كثيرا في تحليلاته لحد جعله يتحدث بلغة الواثق، الذي يعدنا بأن إيران، التي يقدرها أيَّما تقدير، ستغير موازين القوى في الشرق الأوسط لأن إعلان حيازتها القنبلة النووية وشيك.
ومع "عزيز غالي"، وحواراته التي يتحدث فيها بصوت مجبول على الغطرسة، نجد أن له حظا يحسده عليه الجميع، فهو حظ لا مثيل له حينما تكون في حضرة مستصحف مثل "حميد المهدوي"، الذي لا يوقفك عند حدك، ويرمي لك الكرة في الرجل التي تستطيع بها التسديد حيثما تشاء، لا لشيء سوى لجلب المشاهدات وحصد االـ"لايكات".
والحق يقال إن "عزيز غالي"، عزَّ بمثله الزمان إلا هنا في المغرب، ومعه "حميد المهداوي"، فالاثنان يتفننان متى اجتمعا في جعل "دردشة قهوجية"، حوارا صحفيا، يتحدثان فيه عن كل شيء عن الحرب وعن الإحصاء وعن التعريفة المرجعية وعن الهجرة السرية وعن كل شيء ليبتدعا لنا مسخا يجعلنا ندرك جيدا أن فينا من يعيش معنا لكنه ليس منَّا في شيء، مثلما يتبدَّى من وراء هكذا دردشات غير بريئة.
فعلا مع الصيدلاني العسكري "عزيز غالي" والمستصحف "حميد المهداوي".. مش حتقدر تغمض عينيك.