الهواتف الذكية في المدارس بين الفائدة والخطر.. المعارضة تطالب بحسم الجدل

جدل كبير يحيط بقرار استخدام التلاميذ في المغرب للهواتف المحمولة داخل الفصول الدراسية، وسط انقسام حاد بين المؤيدين والمعارضين.
ويرى المهتمين بالشأن التربوي أن هذه الأجهزة قد تشكل وسيلة مفيدة في تحسين العملية التعليمية، بينما يعتبرها آخرون تهديداً لتفاعل التلاميذ وتسببًا في تشتت انتباههم.
من جهة، يقول المؤيدون إن الهواتف الذكية يمكن أن تكون أداة تعليمية فعالة إذا تم استخدامها بطريقة صحيحة. فهي تتيح الوصول الفوري إلى المصادر والمراجع عبر الإنترنت، كما يمكن أن تسهم في تعزيز التفكير النقدي والبحث العلمي لدى التلاميذ. كما أنها تسمح بتنزيل تطبيقات تعليمية متنوعة قد تسهم في دعم البرامج الدراسية التقليدية.
ويعتبر هؤلاء أن منع استخدام الهواتف داخل الفصول بشكل صارم يعوق استفادة الطلاب من التكنولوجيا الحديثة التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
في المقابل، يصر المعارضون على أن السماح باستخدام الهواتف داخل الأقسام قد يفتح الباب أمام إدمانها، مما يؤدي إلى تشتت الانتباه وصعوبة التركيز على الدروس.
وفي ظل هذا الجدل، طالبت المعارضة البرلمانية، من الوزارة الوصية عن القطاع، الأمر ووضع إطار قانوني واضح ينظم استخدام الهواتف في المؤسسات التعليمية.
وأكدت النائبة البرلمانية عن الفريق الحركي بمجلس النواب، عزيزة بوجريدة، ضمن سؤال كتابي وجهته، إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، أن هناك جدل دائر حول استعمال الهواتف المحمولة من قبل التلاميذ داخل المدارس.
وقالت عضو الفريق الحركي بمجلس النواب، إن الهواتف المحمولة أصبحت تقريبا جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للعديد من التلاميذ، مشيرة إلى أن بعض الفاعلين التربويين يرون بأن استخدام الهواتف يمكن أن يعزز التعلم، في حين يحذر آخرون من المخاطر المحتملة التي قد تضر بالقيم والمعرفة.
وتساءلت بوجريدة عن التدابير التي يمكن اتخاذها لحماية التلاميذ من المخاطر الاجتماعية والنفسية الناتجة عن الاستخدام غير المنضبط للهواتف المحمولة في المدارس، وعن كيفية تعزيز القيم التعليمية من خلال وضع ميثاق أخلاقي يحدد قواعد استخدام الهواتف المحمولة في البيئة المدرسية.
كما تساءلت البرلمانية حول ما إذا كانت هناك دراسات أو بيانات تثبت تأثير الهواتف المحمولة على الأداء الأكاديمي للتلاميذ، وكيف يمكن الاستفادة من هذه النتائج لتوجيه السياسات التعليمية، وعن الخطوات التي يمكن أن تتخذها الوزارة لضمان توازن فعال بين استخدام الهواتف المحمولة دون التأثير على التحصيل الدراسي، وكيف يمكن إشراك أولياء الأمور في عقلنة استخدام الهواتف المحمولة في المؤسسات التعليمية؟