الوالي امهيدية يُنهي سيطرة النخيل ويعيد للأشجار مكانتها في الدار البيضاء
في خطوة جديدة نحو تحقيق تحول بيئي كبير في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، أعلن محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء سطات، عن قرارات جديدة مثيرة للاهتمام في مجال التخطيط الحضري والممارسات البيئية.
وعملت القرارات إنهاء عهد غرس نخيل "الواشنطونيا" الذي كان يُعتبر سمة بارزة في العديد من شوارع المدينة، والبدء في حملة اقتلاع هذا النوع حيث تعيق الحركة أو تعرقل غرس أشجار أخرى.
هذه الخطوة تأتي استجابة للانتقادات المستمرة حول تأثير غرس هذا النوع من النخل على المنظر الطبيعي والتنمية البيئية للمدينة.
فقد أعلنت سليمة بلمقدم، رئيسة حركة "مغرب البيئة 2050"، أن لقاءها مع الوالي امهيدية لم يكن مجرد اجتماع رسمي بل كان حواراً مفتوحاً استمر لما يقارب 40 دقيقة بدلاً من الوقت المحدد، 15 دقيقة.
وأضافت في تدوينة لها عبر حسابها على الفيسبوك، أنه في إطار مخرجات الاجتماع مع الوالي تم الاتفاق على مستوى الشوارع في طور إعادة التأهيل، سيعتمد غرس الاشجار فقط وسيتم اختيارها معا، وأنه على مستوى شارع الزرقطوني، سيتم الاحتفاظ بالمحور البيني وغرس أكبر عدد ممكن من الأشجار حسب توفرها في السوق نظرا الاستعجالية العملية.
وتابعت أنه فيما يخص شارع سيدي عبد الرحمان، سيتم اقتلاع نخل “الواشنطونيا” الذي غرس مؤخرا بالمحور البيني وستعوض بالأشجار التي سيتم اقتراحها مستقبلا من طرف الحركة.
ولفتت إلى أنه بعد سنتين من المراسلات والنداءات والتنبيهات للمنتخبين والمسؤولين، وجدت الحركة أول مسؤول بالعاصمة الاقتصادية يصغي ويتفاعل بأعلى ايجابية بعد مشاهدته لآخر نداء لها من أجل إنقاذ شارع الزرقطوني، الذي يعد أكبر وأهم شريان بالبيضاء.
هذه الديناميكية الجديدة بين المسؤولين والمجتمع المدني قد تكون إشارة إلى مرحلة جديدة في إدارة شؤون المدينة بشكل تشاركي.
وفي المقابل، تشهد المدينة مبادرة طموحة بقيادة نبيلة الرميلي، عمدة الدار البيضاء، التي تعمل على تحويل المدينة إلى مساحة خضراء واسعة.
وقامت الرميلي طيلة الأشهر الماضية، بافتتاح العديد من المنتزهات والمساحات الخضراء في مناطق متنوعة، مثل الحي الحسني وسيدي عثمان والمعاريف والبرنوصي وسيدي مومن، مما لاقى ترحيباً واسعاً من السكان المحليين.
هذه الجهود، مع القرارات الجديدة المتعلقة بالتشجير، تعكس توجهاً مشتركاً نحو جعل الدار البيضاء مدينة مستدامة بيئياً وصديقة للعيش.
