بين التنمية والتشرد.. مشروع المحج الملكي يثير قلق ساكنة المدينة القديمة وتحركات لاحتواء الأزمة

في ظل القرار الأخير بالهدم لإنشاء مشروع المحج الملكي في مدينة الدار البيضاء، تجد رئيسة مقاطعة سيدي بليوط، كنزة الشرايبي، نفسها في مواجهة تحديات جديدة تتعلق بغضب الساكنة المتضررة من هذا المشروع الطموح.
ولتهدئة الأوضاع، سارعت إلى عقد لقاء تواصلي مع النساء القاطنات في المناطق المستهدفة بالهدم، حيث حضر اللقاء كل من زكريا مدركة، عضو المجلس، وسعد مصلح، منسق تنسيقية ضحايا سوء التسيير وتدبير المشروع.
اللقاء كان فرصة لشرح القرارات الجديدة المتعلقة بالهدم، وأيضًا لتوضيح التدابير المتخذة لضمان استفادة السكان المتضررين، سواء عبر توفير السكن البديل أو الدعم المالي.
وأكدت الشرايبي على أهمية المقاربة التشاركية، والتي تسعى إلى تفعيل مطالب التنسيقية وضمان حقوق السكان في هذه المرحلة الانتقالية.
لكن رغم هذه الجهود، شهدت المدينة القديمة تحركات متزايدة من قبل جمعيات المجتمع المدني التي تدافع عن حقوق الأسر المتضررة. هذه الجمعيات،
وكما أفادت مصادر مطلعة للجريدة 24، تكثف من لقاءاتها ومراسلاتها مع المجلس الجماعي، في محاولة لزيادة الضغط على السلطات لإيجاد حلول فورية للأسر التي تواجه خطر التشرد بسبب الهدم.
أحد التحديات الكبرى التي تواجه هذه الأسر هو أن المبالغ المخصصة للإيجار المؤقت، والتي تم تسليمها للمتضررين، لا تغطي سوى فترة قصيرة من الزمن، لا تتجاوز خمسة أشهر.
في ظل غلاء المعيشة وارتفاع تكاليف السكن في الدار البيضاء، تجد العديد من الأسر نفسها في موقف صعب، إذ أن القدرة الشرائية الضعيفة تحول دون شراء شقق جديدة أو حتى اللجوء إلى الاقتراض.
من جانب آخر، يعد مشروع المحج الملكي جزءًا من رؤية طموحة لتحويل المدينة القديمة في الدار البيضاء إلى وجهة سياحية عالمية. يتضمن المشروع إنشاء مساحات خضراء وحدائق، إلى جانب ساحات عامة تهدف إلى إضفاء طابع حداثي على المدينة، مع الحفاظ على أصالتها.
كما سيتم توسيع معرض الدار البيضاء الدولي، ليكون رافعة أساسية لتطوير المنطقة.
رغم أن المشروع واجه صعوبات وتعثرات على مر السنين، إلا أن دفعًا جديدًا أُعطي له في الفترة الأخيرة، حيث تستهدف الجهات المشرفة إنهاءه قبل عام 2030.
ومن أبرز مكوناته أيضًا تطوير الأسواق التقليدية الشهيرة، مثل سوق باب المراكش، إلى جانب ترميم المباني التاريخية وإعادة تأهيلها بما يتماشى مع الطراز المغربي التقليدي.
يبدو أن الجهات المنتخبة تراهن على هذا المشروع كعامل رئيسي لإحياء المدينة القديمة وتحويلها إلى نقطة جذب سياحي، ولكن يبقى التحدي الأكبر هو ضمان عدم تضرر السكان الأصليين وتوفير حلول مستدامة لهم في هذه المرحلة.