في تقييمه لخمس سنوات من عمل المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، لم يخف رئيسه، عمر عزيمان، مواجهة المجلس صعوبات في تدبير هذه المرحلة التي عرف فيها إصدار عدد من الآراء والتوصيات والتقارير المتعلقة بتطوير منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
ولفت عمر عزيمان، الذي كان يتحدث في افتتاح الورة الأخيرة من عمر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، اليوم الأربعاء بالرباط، إلى أن المجلس سار على درب إنجاز "إصلاح حاسم من الناحية السياسية، والسوسيو اقتصادية، والثقافية، والأخلاقية، والدينية، إلى جانب كونه يحظى بمباركة ودعم العموم، مما لا يتيح مجالا لأي تردد، ولا يقبل أي تأخير، إلا أنه أنه يصطدم، هنا وهناك، برياح معاكسة، وبمقاومات مناقضة، تارة معلنة وتارة أخرى مستترة"، يقول عزيمان.
وشدد المتحدث على أن "هذه المعيقات تثبت أن تعليماً ذا جودة للجميع، منفتح وعصري، قائم على تكافئ الفرص والارتقاء الفردي والتقدم الاجتماعي، وتجديد النخب، وتنمية الرأسمال البشري، ليس اختيارا متقاسما بين الجميع"، في إشارة إلى أن هناك من يعارض هذا التوجه بالمغرب.
لكن عزيمان نبه إلى أنه بالرغم من هذه العراقيل والمواجهات فإن "الأمر يتعلق بضرورة حتمية، وبقضية مصيرية ومشروعة وعادلة، تندرج في اتجاه التاريخ، وستنتهي بكسب الرهان والتغلب على الصعوبات الظرفية والعابرة"، وفق قوله.
واعتبر أنه "لا تزال هناك أشواط عديدة يتعين قطعها، وعراقيل متعددة ينبغي تجاوزها". وأشار إلى أنه "يبقى أن الإنجازات المحرزة لا يمكن الاستهانة بها، وأن هذا التوجه يمثل بدوره النهج الصحيح".
وأكد المتحدث أن مجلسه منذ تأسيسه تغلب على مختلف الحساسيات والميولات الفردية سواء لأعضائه أو لمكوانت بالمجتمع المغربي، فضلا عن الفكار النمطية الكامنة فيه، والمواقف الفئوية.
وفي هذا السيا قال عزيمان إن مجلسه كان "فضاء للتفكير في العمق، قادرا على أن يترفع عن الصخب اليومي، وعن ضغط الأحداث، مع إقامة المسافة الضرورية، للانشغال بالرهانات ذات المدى الطويل، والعمل على كسبها، وأن نجعل هذه المؤسسة قادرة على تجاوز المواقف الفئوية، والأفكار الجاهزة والنمطية، والاختلافات السياسية والإيديولوجية والثقافية، بنهج الحوار المسؤول والتناظر العقلاني البناء، في احترام تام للأفكار والحساسيات والميولات الفردية".
يذكر أن المجلس الأعلى للتربية والتكوين سيركز خلال هذه الدورة على عرض ومناقشة ثلاثة مشاريع، يتعلق الأول بمشروع رأي حول " مهن التربية والتدريس والتكوين والبحث: آفاق للتطوير والتجديد" إعداد لجنة المهن، أما الثاني فيتعلق بمشروع تقرير عن "التعليم العالي بالمغرب: تطور ونجاعة وتحديات النظام الجامعي ذو الولوج المحدود"، إعداد الهيئة الوطنية للتقييم، فيما يهم الثالث مشروع الأطلس المجالي الترابي للانقطاع الدراسي، إعداد نفس الهيئة.