نواقص مدونة الشغل تهدد حياة العاملين.. فهل يكون قانون الصحة والسلامة هو الحل المنتظر؟

في الوقت الذي تتزايد فيه حوادث العمل وتتراكم الإصابات داخل المقاولات، تطرح الأسئلة حول ما إذا كانت مدونة الشغل الحالية قادرة حقًا على حماية العاملين.
فمع مرور عشرين عامًا على إقرارها، يواجه الآلاف من العمال يوميًا مخاطر جسيمة قد تهدد حياتهم، بينما تقف مفتشية الشغل عاجزة عن تغطية كافة القطاعات.
وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، أعرب سعيد شكير، عضو فريق التجمع الوطني للأحرار، عن استيائه من الوضع الراهن، مشيرًا إلى أن زيارات أطباء ومفتشي الشغل خلال عام 2023 شملت فقط 600 مقاولة.
وأكد أن هذه الزيارات أدت إلى توجيه توبيخات وفرض عقوبات مالية على الشركات التي لا تلتزم بمقتضيات المدونة.
ورغم الجهود الحكومية، يرى شكير أن "نقاط الضعف في مدونة الشغل الحالية وهيئة تفتيش الشغل تعرقل تقدم ملف الصحة والسلامة المهنية".
وأضاف شكير أن مدونة الشغل، التي تم إقرارها منذ عام 2004، باتت غير قادرة على تلبية متطلبات بيئة العمل الحديثة. واستشهد بتقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي كشف أن 17٪ فقط من الشركات تلتزم بشروط السلامة المهنية، مما يثير التساؤل حول وضع الشركات الباقية.
التحدي الأكبر يظهر في نقص الكوادر البشرية المتخصصة في هذا المجال، حيث يعمل فقط 1400 طبيب ومهندس وتقني في مجال الصحة والسلامة المهنية، مما يزيد من الضغط على مفتشي الشغل، الذين يشكلون حجر الزاوية في مراقبة احترام القوانين المتعلقة بالحماية الاجتماعية.
من جانبه، أشار وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، إلى أن الحكومة تعمل على إعداد مشروع قانون إطار يتعلق بالصحة والسلامة المهنية.
وأكد الوزير السكوري أهمية الصحة والسلامة المهنية، مشيرًا إلى أن المغرب وقع على عدد من الاتفاقيات الدولية في هذا المجال.
وأضاف أن مدونة الشغل الحالية تحتوي على مواد قانونية تنظم حماية سلامة وصحة العاملين، مع إصدار وزارة التشغيل نصوصًا تطبيقية لتفعيل هذه المواد.
الوزير أوضح أن زيارات مفتشي الشغل شهدت زيادة ملحوظة في الأعوام الأخيرة، حيث ارتفعت من 25 ألف زيارة في 2021 إلى 52 ألف زيارة في 2023، مع توقعات بمزيد من التحسن في هذا المجال.
وفي إطار العمل التشريعي، أشار السكوري إلى اعتماد 32 نصًا تطبيقيًا مرتبطًا بمدونة الشغل، من بينها 12 مرسوما و20 قرارًا يتعلق بالصحة والسلامة المهنية.
كما تم تحيين لائحة الأمراض المهنية لتتماشى مع التطورات الحديثة في مجال العمل، حسب ما أكده يونس السكوري.