اعترف وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، بضعف التواصل الحكومي مع المواطنين، رغم اتخاذ قرارات صعبة وجريئة على مدار السنوات الثلاث الماضية.
وجاء هذا الاعتراف خلال اجتماع زعماء الأغلبية بالرباط، حيث أشار بنسعيد إلى أن الإنجازات التي حققتها الحكومة لم تصل بشكل كاف إلى المواطنين، ما يخلق فجوة تواصلية بين الحكومة والشعب.
وشدد الوزير على أهمية التواصل المباشر لشرح ما تم تحقيقه من إنجازات، مؤكداً أن الحصيلة الإيجابية تشكل حافزاً لمواصلة العمل بوتيرة أسرع وبالتنسيق بين مكونات الأغلبية.
وفي سياق حديثه، دعا إلى ضرورة البحث عن حلول لعدد من التحديات التي تواجه البلاد، من بينها إشكالية الماء وبطالة الشباب، مبينًا أن التواصل يبقى المجال الذي يجب التركيز عليه لتحسين العلاقة مع المواطنين.
كما لم يتردد بنسعيد في نقد الحكومة بشكل ذاتي، مُشيرًا إلى أن القرارات الجريئة التي اتخذتها الحكومة لم تصل آثارها بالشكل المطلوب إلى الرأي العام، محملاً ضعف التواصل مسؤولية ذلك.
ودعا زعماء الأحزاب وقيادات الحكومة للتفاعل المباشر مع المواطنين ووسائل الإعلام، مشددًا على ضرورة تحديث أساليب التواصل، خاصة في ظل وجود جيل جديد يهتم بالسياسة ويقضي وقته على وسائل التواصل الاجتماعي.
في المقابل، أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، على أن الحكومة حققت مكتسبات سياسية واجتماعية مشرفة، وأن الاختيارات الاقتصادية التي تم وضعها كانت ناجعة لمواجهة الظرفية الصعبة. مشيرًا إلى أن التقارير الدولية أثبتت قدرة الحكومة على تجاوز هذه التحديات وصمود الاقتصاد المغربي في وجه الأزمات.
أخنوش أشار إلى نجاح الحكومة في تعميم الحماية الاجتماعية وإطلاق دعم مباشر للسكن، إلى جانب تعزيز الاستثمار، رغم الظروف المالية الصعبة. وأضاف أن الحكومة تعمل على مشاريع كبيرة في قطاع المياه وتوفير فرص العمل لتقليص نسبة البطالة، مؤكداً أن التشغيل والماء يأتيان على رأس الأولويات الحكومية، حيث تم تخصيص ميزانية ضخمة لهما.
كما عبر عن تفاؤله بشأن الأوضاع الاقتصادية للبلاد، متوقعًا تحقيق نسبة نمو تصل إلى 4.6% وخفض عجز الميزانية والتضخم، مع تقليل نسبة المديونية إلى أقل من 69% في السنوات المقبلة.
وفي نهاية الاجتماع، شدد رئيس الحكومة على أهمية ترويج هذه الإنجازات للمواطنين، داعيًا أعضاء الحكومة للتركيز على تحسين التواصل مع الشعب، والالتزام بالقيم السياسية لخدمة المواطن في المستقبل.