البرلمان الإسباني يضغط لفتح المعابر الجمركية مع المغرب

رغم التحسن الملحوظ في العلاقات بين المغرب وإسبانيا بعد فترات من التوتر، إلا أن المعابر الجمركية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين لا تزال مغلقة، مما يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التي تعيق إعادة افتتاح هذه المعابر الحيوية.
ففي الوقت الذي عادت فيه العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مجراها الطبيعي، يبقى هذا الملف عالقًا ويؤثر بشكل كبير على الأوضاع الاقتصادية في المدينتين.
في الآونة الأخيرة، ارتفعت أصوات داخل إسبانيا تطالب بالإسراع في فتح هذه المعابر الجمركية مع المغرب، حيث يرى كثيرون أن إعادة الحركة التجارية مع المملكة باتت ضرورة ملحة.
فالوضع الاقتصادي في سبتة ومليلية يشهد ركودًا كبيرًا، ما دفع الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين إلى الدعوة إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإنعاش الاقتصاد في هاتين المدينتين.
في جلسة برلمانية حامية اليوم الثلاثاء، أعاد البرلمان الإسباني مناقشة هذا الموضوع، حيث تم تقديم مقترح من طرف الحزب الشعبي يطالب فيه الحكومة الإسبانية بضرورة التعاون مع المغرب لفتح الجمارك التجارية.
وتمكن الحزب، حسب ما تناقلته الصحافة الاسبانية، من الحصول على دعم واسع لهذا المقترح، حيث صادق البرلمان عليه وسط دعوات لتكثيف الجهود من أجل تحقيق هذا الهدف في أسرع وقت ممكن.
المقترح الذي تم تمريره لم يقتصر على مطالبة المغرب بفتح المعابر الجمركية، بل طالب أيضًا بإطلاق حزمة من الاستثمارات الاقتصادية في سبتة ومليلية.
والهدف من هذه الاستثمارات هو تخفيف العبء الاقتصادي عن المدينتين اللتين تعانيان من تداعيات الإغلاق المستمر، خاصة وأن هاتين المنطقتين كانتا تعتمدان بشكل كبير على التجارة العابرة مع المغرب.
من جهة أخرى، كانت الحكومة المغربية قد أوضحت موقفها من هذا الملف، حيث أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في تصريحات سابقة أن تأخر فتح الجمارك لا يعود إلى خلافات سياسية، بل إلى أسباب تقنية تتعلق بالاستعدادات الجارية لإعادة افتتاح المعابر بطريقة تضمن سلاسة العمليات الجمركية وتفادي أي مشاكل قد تنشأ لاحقًا.
وشدد الوزير أيضًا على أن هناك اجتماعات مستمرة بين الجانبين المغربي والإسباني للوصول إلى صيغة توافقية تتيح فتح الجمارك في أقرب الآجال.
الوضع الحالي يبقى معقدًا، حيث يتعين على كل من المغرب وإسبانيا العمل معًا لإيجاد حلول عملية لفتح المعابر الجمركية، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة من الطرف الإسباني الذي يعاني من تبعات اقتصادية جراء هذا الإغلاق.
وفي الوقت ذاته، فإن المغرب يبدو حذرًا في التعامل مع هذا الملف، حيث يسعى لضمان مصالحه الوطنية وتأمين سيادته على المعابر والمناطق المجاورة لها.
المراقبون يرون أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذا الملف، إذ من المتوقع أن تشهد الاجتماعات بين البلدين تطورات قد تؤدي إلى حلحلة الوضع وعودة الحركة التجارية بين سبتة ومليلية والمغرب إلى طبيعتها.