"عزيز غالي".. "دون كيشوت" الذي يظن نفسه في مهمة مقدسة

هشام رماح
الجفاف يزحف على العالم ومعه المغرب، بسبب التغيرات المناخية، لكن المدعو "عزيز غالي" وبكل استرخاص منه يرى أن المخزن، هو السبب.
المشاكل جمة، وبدلا عن البحث عن الحلول، يفتش من سقطوا سهوا في مستنقع "النضال" الرخيص، عن إلصاق أي سبب لهذه المشاكل على ظهر "المخزن"، مثلما اعتاد على ذلك، رئيس ما يعرف بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وبدلا عن النقاش الذي يفترض أن يدور في لقاء "أمشاوار"، الذي أنيط به أنه نداء "طاطا"، وفي التفاف عن القضايا التي تهم المدينة، حول "عزيز غالي" النقاش نحو المخزن، في مواصلة منه اللعب بذيله ككل مرة.
ولأن الأحقاد وحدها من تحرك "عزيز غالي"، وهي أحقاد رضعها من أثداء من سبقوه في هكذا تنظيم، فإنه استغل سفرية إلى مدينة "طاطا" ليحاول استخلاصها، والنيل من جديد من "المخزن" الذي لا يعبأ به مثل أي طاحونة، لا يضيرها أن يعاديها أخرق مخبول.
وكما أن "طاطا" جفت ونخيل واحاتها يموت واقفا، وعوضا عن مناقشة تحديات الوضع، الذي فرضته تغيرات الـمناخ والاحتباس الحراري، وما ترتب عن الفيضانات التي اجتاحتها بعد التساقطات المطرية الأخيرة، لم يجد "دون كيشوت" زمانه سوى محاربة "المخزن" افتراضياً من جديد، عبر تدوينة تكشف أنه أعته وأجن من "دي لا مانشا"، الذي ظن نفسه في مهمة مقدسة.
وفي تمثل بئيس للبطولة من لدن "عزيز غالي" ومن معه، فإنهم حولوا لقاء "أمشاوار"، إلى مناسبة للتهييج والتحريض، بعيدا عن كل موضوعية وفي تجل صارخ لجهالة، مرضى ينتحلون لأنفسهم كل الأعذار ليحاولوا النيل من المخزن بكل الوضاعة المفرطة والمفترضة فيهم.
ولعل تحريف أقوال وتصريحات من التقاهم رخص النضال في "طاطا"، والإصرار على أكل الثوم بأفواههم، ليشي بأن بيننا "كفار" بالحقيقة، ينقلون غير ما قيل لهم، والذي لم يهمهم في شيء حين شدوا الرحال إلى المدينة، بقدر ما رغبوا في نقل حربهم مع "المخزن" إليها.