فؤاد عبد المومني.. هذه فرصتك لتثبت صحة ادعاءاتك وإلا فالدنيا ستكون سائبة

سمير الحيفوفي
كل العالم نقب وبحث وفتش في الشاردة قبل الواردة، ولم يجد ولو شبه شبهة تدين المغرب في قضية التجسس ببرمجية "بيغاسوس"، لكن "فؤاد عبد المومني"، يرى غير ذلك، بل إنه يصر على أن يفتري ويرجف، لا لشيء سوى للإساءة لسلطات المملكة المغربية، وقد ذهبت به الظنون إلى أنه لن يساءل يوما أبدا على أكاذيبه.
وإذ "فؤاد المومني"، لا يتميز عن غيره من خصوم الوطن، إلا بكونه مغربي يعيش فوق أرض المغرب، فمن الأحرى ألا يتميز عن هؤلاء، وهم الذين قد سبق وراجعت سلطات المملكة العدالة في بلدانهم، لأجل إظهار الحق وإزهاق أباطيلهم ووقف نزيف افتراءاتهم، ووضع حد لحملاتهم الممنهجة، التي يرومون من ورائها تلطيخ سمعة مملكة شريفة.
ولربما ظن "فؤاد عبد المومني"، أن كل شيء يهان، وأن له أن يقول ما يشاء من الأكاذيب، ويتلفظ بالاتهامات، دون إثباتات لحد جعله يستسهل الكلام ويسترسل بلا فرامل في صرف الفرية تلو الأخرى، ويجعل من صفحته على "فايسبوك"، صحيفة لا ينفك فيها عن تسويد صورة بلده الذي تجرأ عليه تجرأ الخونة ووصفه بـ"الدولة الهزيلة"، في سوق منه لتوصيف يخدم مساقه الخبيث، ويرضي سدنة الشر التي تطبل له.
ولأن لا أحد فوق القانون في دولة الحق والقانون، فإن من حق العدالة المغربية ممثلة في النيابة العامة، أن تقف على حقيقة ادعاءات "فؤاد عبد المومني"، التي يعتقدها، ثم إن لهذا الأخير أن يثبت صحة ما يفتريه والمستندات التي يرتكز عليها ليرطن بتهجماتها المتكررة، وكل ما يتلفظ به من كلام، لربما يخطه وهو تحت وطأة الخمرة متى لعبت برأسه.
وإنها لفرصة سانحة، تلك المتاحة أمام "فؤاد عبد المومني"، فله الآن أن يكشف تورط المغرب في التجسس على رؤساء بلدان ومسؤولين سياسيين وصحفيين وغيرهم، ببرمجية "بيغاسوس"، التي نفت شركة "NSO" الإسرائيلية أن تكون قد باعتها يوما لأي جهاز من أجهزة المغرب.
أو ليس "فؤاد عبد المومني"، من سبق وهاجم بلاده وقال إن الجامعة الملكية المغربية تجسست ببرمجية "بيغاسوس"، على اتحادية كرة القدم في الجزائر؟ إذن فليثبت صحة ما سبق وتقدم، وليأت بما لم تستطعه أجهزة الاستخبارات الأجنبية ودول عظمى مثل فرنسا وإسبانيا، اللتان برءتا ساحة المملكة وأخلتا مسؤوليتها من كل ما اتهمت به زورا.
لقد تمادى "فؤاد عبد المومني"، في اتهام المغرب باستخدام برمجية "بيغاسوس"، وظلت السلطات المغربية صامتة لا تلتفت لادعاءات واهية واتهامات جوفاء، لكن ليس كل مرة تسلم الجرة، وكما أن في المغرب عدالة قائمة على الجميع، فإن لها أن تسأله وله أن يجيب ويعضد اتهاماته، وإلا فإن الدنيا ستكون سائبة.