عندما قرر جيش العار الجزائري تحرير غزة بالسعار والشعار

هشام رماح
أخيرا.. انبرى الجيش الجزائري إلى المبادرة لتحرير "غزة"، لكن.. بالشعارات فقط، وقد استغل الـ"كابرانات" الاستعراض الذي نظم أمس الجمعة احتفاء بالذكرى الـ70 للثورة الجزائرية بالهتاف "غزة غزة"، بعدما أحجم "عبد المجيد تبون"، الرئيس الصوري عن طلب فتح الحدود من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حين زيارته أرض الكنانة" الأسبوع الفارط.
وفي استمرار مقيت من نظام عسكري مقيت في الاتجار بالقضية الفلسطينية، لم يجد الـ"كابرانات" حرجا في إصدار تعليماتهم لعساكرهم بترديد شعارات لا تسمن الغزاويين ولا تغنيهم من جوع، بقدر ما ترمي لخطف الأنظار، واللعب على الحبال، دون أن تنفع القضية الفلسطينية في شيء، اللهم تسهم في تدجين الداخل الجزائري المخذول من رئيس بهلول يقول ويقول ولا يفعل شيء غير بيع الكلام.
ولطالما تبجح النظام العسكري الجزائري، بأنه قادر على تحرير فلسطين، لو أن الحدود انفتحت في وجهه، غير أنه وكما أتيحت الفرصة أمام "عبد المجيد تبون"، الرئيس الجزائري ليطلب ذلك من نظيره الرئيس المصري أو التعبير عن هذه الرغبة في اللقاء الصحفي الذي جمعهما بقصر "الاتحادية" في القاهرة، فإنه أحجم عن الكلام وعن هذا الطلب، ليفضح نفسه بنفسه أمام العالم، كون ما ظل يردده ليس غير ادعاءات واهية.
وكما يقال فإن ذيل الكلب لا ينعدل، فكما أن الرئيس الصوري الجزائري فوَّت الفرصة ليظهر للعالم أن كلامه ليس مجرد ترهات مخبول، فإنه وبمجرد ما عاد إلى الجزائر بعد جولة فاشلة أخذته لمصر وسلطنة عمان، حضَّر رفقة الـ"كابرانات" لمسرحية الاستعراض العسكري، ليكون محوره غزة، التي لا تزال تحت النار ولعبة يلعب بها عسكر "القوة الضارطة" في "الجمهولية" الكائنة شرق المملكة.
وإذ يظن النظام العسكري، الذي يزايد بالقضية الفلسطينية، أن الغزاويين في حاجة إلى السعار والشعار وإطلاق الحناجر بالهتاف، حتى يواجهوا الآلة العسكرية التي تدك قطاعهم دكا، فإن الطغمة الحاكمة في جارة السوء، لا تنفك على حقن شعبها بجرعات من مخدر "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، في تحر بئيس لبطولة متلاشية.
ويراهن الـ"كابرانات" على الشعارات التي رفعها عساكرهم أمس الجمعة 1 نونبر 2024، كمخدر قادر على تنويم الداخل الجزائري لسنة أخرى حتى موعد استعراض عسكري جديد سيتم خلاله الهتاف بـ"غزة غزة"، بينما يصمت المسؤولون عن طلب فتح الحدود لتحرير فلسطين متى جدَّ وقت الجد.