أسود الأطلس يستعرضون قوتهم بسباعية ساحقة في شباك ليسوتو

في ليلة كروية تاريخية امتزجت فيها المهارة بالعزيمة، قدم المنتخب الوطني المغربي عرضًا مهيبًا سحق فيه منتخب ليسوتو بسبعة أهداف نظيفة على أرضية الملعب الشرفي بوجدة، ضمن الجولة الأخيرة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025.
لم يكن هذا الانتصار مجرد نتيجة عريضة، بل رسالة قوية وجهها "أسود الأطلس" لجميع المنافسين بأنهم قادمون بقوة لاستعادة أمجادهم في المحفل القاري المقبل.
المباراة التي بدأت بأجواء حماسية ملتهبة في المدرجات، شهدت منذ الدقيقة الأولى سيطرة مطلقة من المنتخب المغربي.
وبدا واضحًا أن المدرب وليد الركراكي اختار استراتيجية هجومية صريحة، مدعومة بتحركات ديناميكية وسرعة في نقل الكرة بين الخطوط. الدقيقة الخامسة كانت شاهدة على أولى ملامح الإبداع، عندما استلم إبراهيم دياز، نجم ريال مدريد، كرة ساحرة داخل منطقة الجزاء، ليضعها بثقة في الشباك، معلنًا تقدم المغرب وسط احتفالات صاخبة من الجماهير.
الضغط المتواصل الذي مارسه المنتخب المغربي أربك دفاعات ليسوتو بشكل كبير.
وجاءت الدقيقة الخامسة عشرة لتحمل هدفًا ثانيًا، مرة أخرى بإمضاء إبراهيم دياز، الذي استغل تمريرة جماعية متقنة لينهي الهجمة بأسلوب فني راقٍ.
وبدا الأمر وكأن لاعبي المنتخب المغربي في حالة انسجام تام، حيث تبادلوا الكرات بسلاسة ليرسموا لوحات فنية عجز منافسوهم عن فك ألغازها. ومع مرور الوقت، كان واضحًا أن شباك ليسوتو ستظل عرضة لمزيد من الاهتزاز.
الجماهير الحاضرة في المدرجات لم تنتظر طويلاً لرؤية هدف ثالث، حيث استطاع سفيان رحيمي، المتألق دائمًا في مثل هذه المناسبات، أن يعمق جراح ليسوتو بتسجيله هدفًا ثالثًا في الدقيقة السابعة والثلاثين.
الهدف جاء بعد اختراق رائع من الجهة اليمنى، أظهر خلاله رحيمي قدراته الفردية الكبيرة قبل أن يسدد كرة لا تصد ولا ترد.
وبحلول الدقيقة الثانية والأربعين، عاد إبراهيم دياز ليضيف الهدف الرابع، مؤكدًا أنه النجم الأول للمباراة بلا منازع.
قبل أن يطلق الحكم صافرته معلنًا نهاية الشوط الأول، كان للمنتخب المغربي موعد مع هدف خامس.
ركلة جزاء حصل عليها الفريق بعد عرقلة واضحة داخل منطقة الجزاء، نفذها سفيان رحيمي بهدوء وثقة، واضعًا الكرة في الزاوية اليمنى للحارس الذي اكتفى بمشاهدتها وهي تعانق الشباك.
هذه النتيجة الثقيلة عكست الفارق الكبير في المستوى بين المنتخبين، وأعطت انطباعًا بأن الشوط الثاني سيكون امتدادًا لهذا العرض الهجومي المذهل.
الشوط الثاني جاء أقل سرعة من سابقه، لكن المنتخب المغربي ظل مهيمنًا على مجريات اللعب، مستحوذًا على الكرة ومسيطرًا على مناطق الخصم. في الدقيقة الثامنة والستين، جاء الدور على البديل يوسف النصيري ليترك بصمته، حيث نجح في تسجيل الهدف السادس بعد استلامه تمريرة بينية جميلة أنهى بها الهجمة بتسديدة قوية.
لم تمض سوى دقيقتين حتى أضاف إسماعيل الصيباري الهدف السابع، مستغلاً تمريرة عرضية رائعة، ليؤكد أن المنتخب المغربي لا يشبع من التسجيل.
بهذا الانتصار الساحق، أنهى المنتخب الوطني المغربي تصفيات كأس أمم إفريقيا بالعلامة الكاملة، جامعًا 18 نقطة من ست مباريات، ليؤكد أحقيته بصدارة المجموعة الثانية.
في المقابل، تجمد رصيد ليسوتو عند أربع نقاط فقط، ليخرج من التصفيات خالي الوفاض. هذه النتيجة لم تكن مجرد انتصار عادي، بل برهان على أن المغرب يملك جيلاً قادرًا على الذهاب بعيدًا في المنافسات القارية المقبلة.
الجماهير المغربية التي ملأت الملعب الشرفي بوجدة لم تكتفِ بالاحتفال بالنتيجة، بل غادرت وهي تحمل آمالاً كبيرة بمستقبل مشرق للمنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا المقبلة على أرضه.