آيت منا يتدخل... الوداد يتجاوز أزمة داخلية قبل مواجهة أسفي

في أروقة نادي الوداد الرياضي، كانت الأجواء مشحونة بعد تصاعد الخلاف بين المدرب رولاني موكوينا والنجم نسيم الشادلي، أحد أبرز صفقات الفريق هذا الموسم.
الخلاف لم يكن عاديًا، بل وصل إلى ذروته بعد تمرد الشادلي على قرارات مدربه وغيابه عن الحصة التدريبية التي تلت مباراة الديربي أمام الرجاء، والتي انتهت بنتيجة مخيبة للطرفين بالتعادل 1-1.
وكان المشهد ينذر بتصعيد أكبر لولا التدخل السريع والحكيم من رئيس النادي، هشام آيت منا، الذي أخذ زمام المبادرة للوساطة بين الطرفين.
مساعي الصلح لم تكن سهلة، لكنها تكللت بالنجاح، ما مهد الطريق لعودة الشادلي إلى التدريبات الجماعية اليوم الأربعاء، استعدادًا لمواجهة أوليمبيك آسفي في الجولة 12 من الدوري.
ولم تكن المبادرة مجرد حل لأزمة آنية، بل جاءت لتعيد اللحمة إلى الفريق وتبعث رسالة واضحة حول أهمية الانضباط والعمل الجماعي.
وعاد الشادلي، الذي يحمل على عاتقه آمال الجماهير بعد قدومه من لوهافر الفرنسي، إلى التدريبات بابتسامة تعكس رغبة واضحة في طي صفحة الخلاف والمضي قدمًا.
ولم يكن رولاني موكوينا، المعروف بحزمه وصرامته التكتيكية، مقتنعًا بما قدمه الشادلي منذ بداية الموسم، وكان يرى أن اللاعب بحاجة لتغيير نهجه ليكون أكثر اندماجًا مع أسلوب الفريق.
هذه الرسالة وصلت بوضوح إلى الشادلي بعد جلسة المصالحة، حيث بدا أكثر تصالحًا مع دوره في المجموعة.
وتعتبر عودة الشادلي إلى التدريبات دفعة معنوية كبيرة للفريق الذي يسعى للعودة بقوة إلى المنافسة المحلية والقارية.
كما أن هذه المصالحة جاءت في وقت حساس، حيث يحتاج الوداد إلى كل عناصره لمواصلة مشوار الدوري بنجاح وتحقيق تطلعات جماهيره العريضة.
ورغم التوترات التي شهدتها الأيام الماضية، إلا أن ما حدث أظهر قدرة إدارة الوداد على التعامل بحكمة مع الأزمات، وتفضيل مصلحة الفريق فوق كل اعتبار.
الأيام القادمة ستكون حاسمة، ليس فقط لمعرفة مدى انعكاس هذه المصالحة على أداء الشادلي، بل أيضًا لاختبار مدى صلابة الروح الجماعية داخل الفريق.