جولة حاسمة.. الركراكي يخطط لبناء منتخب الأحلام بمزيج الخبرة والشباب

يواصل وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي لكرة القدم، مساعيه الحثيثة لبناء فريق قادر على التنافس بقوة على الصعيدين القاري والعالمي، في إطار استعداداته لكأس إفريقيا المقبلة وتصفيات مونديال 2026.
وتشمل الجولة الحالية للركراكي زيارات متعددة لدول أوروبية وعربية، تهدف إلى لقاء اللاعبين المحترفين وإقناع المواهب الشابة بمشروع المنتخب الوطني.
من بين أبرز الأسماء التي سيلتقيها الركراكي، سفيان ديوب، لاعب نادي نيس الفرنسي، الذي يواصل التألق في الدوري الفرنسي هذا الموسم.
ديوب، الذي يبلغ من العمر 23 عامًا ويحمل الجنسية المغربية والسنغالية، حسم خياره بالانضمام إلى "أسود الأطلس"، متخليًا عن فرص اللعب لمنتخب فرنسا أو السنغال.
ودفع أداؤه اللافت مع فريقه، خاصة في المباراة الأخيرة ضد ستراسبورغ، إلى دخول التشكيلة المثالية للجولة الماضية من الدوري الفرنسي، ما جعله هدفًا رئيسيًا في خطط الناخب الوطني.
إلى جانب ديوب، تبرز موهبة أخرى هي أيوب بوعدي، متوسط ميدان نادي ليل الفرنسي.
رغم صغر سنه، الذي لا يتجاوز 17 سنة أصبح بوعدي من بين أهم أهداف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لما يمتلكه من إمكانيات تجعله إضافة قوية لخط وسط المنتخب.
ويسعى الركراكي جاهدًا لإقناع بوعدي بالانضمام إلى المشروع الوطني، حيث يُتوقع أن يشكل ثنائيًا قويًا مع النجم سفيان أمرابط، خاصة مع التوجه الحالي لبناء فريق قادر على الهيمنة قارياً والمنافسة عالمياً.
كما يخطط وليد الركراكي للقاء النجم الصاعد أوغو ماتيس القدميري، الذي لا يتجاوز عمره 17 عامًا، والمعروف بلقب "هالاند المغرب"، بسبب التشابه الكبير بينه وبين النجم النرويجي إيرلينغ هالاند في المظهر وأسلوب اللعب.
اللاعب الشاب، الذي يشارك مع فريق مارسيليا الفرنسي، أصبح واحدًا من أبرز الأسماء الواعدة في سماء كرة القدم، ويعكف الركراكي على إقناعه بالانضمام إلى مشروع المنتخب المغربي، ليكون أحد العناصر التي قد تشكل ثورة مستقبلية في خط هجوم "أسود الأطلس".
على الجانب الآخر، أثارت زيارة الركراكي للمدافع المخضرم غانم سايس جدلاً واسعًا بين الجماهير المغربية.
سايس، الذي غاب لفترة طويلة عن تشكيلة المنتخب الوطني بسبب مشكلات بدنية وابتعاده عن المنافسات مع ناديه السابق، عاد للتألق بقميص السد القطري في دوري أبطال آسيا.
وفتحت متابعة الركراكي لمباراة السد ضد الهلال السعودي التي شارك فيها سايس بجانب الحارس ياسين بونو، باب التكهنات حول إمكانية استدعائه للمنتخب مجددًا، قصد إنعاش خط الدفاع.
ورغم التوجه نحو تجديد دماء المنتخب، إلا أن الركراكي لم يغلق الباب أمام الأسماء المخضرمة مثل سايس وجواد الياميق، معتمدًا على خبرتهما التي قد تكون حاسمة في المناسبات الكبرى.
في الوقت ذاته، يولي المدرب أهمية خاصة للمواهب الصاعدة لضمان توازن في التشكيلة الوطنية.
جولة الركراكي ليست مجرد مسعى لتحديد أسماء اللاعبين، بل هي أيضًا جزء من استراتيجية شاملة لبناء هوية قوية للفريق الوطني.
ويعكس التواصل المباشر مع اللاعبين، سواء المخضرمين أو الشباب، رؤية متكاملة تهدف إلى تعزيز الانتماء وتجهيز منتخب قادر على تحقيق تطلعات الجماهير المغربية، التي أصبحت تتطلع إلى إنجازات أكبر على المستوى الدولي بعد الأداء المميز في مونديال 2022.