الدار البيضاء تتهيأ لكأس العالم 2030.. إزالة البؤر العشوائية وتنظيم الفضاءات

بأوامر من والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية، انطلقت حملة واسعة النطاق للقضاء على المظاهر العشوائية التي تعاني منها العديد من المناطق المهمشة في الدار البيضاء، في خطوة تهدف إلى تحسين ظروف المعيشة وتنظيم فضاءات المدينة استعدادًا للمحافل الدولية المرتقبة، بما في ذلك كأس العالم 2030.
وتأتي هذه الخطوة بعد توجيه تعليمات صارمة من الوالي إلى الجهات المنتخبة والسلطات المحلية، بضرورة التدقيق ومعالجة ظاهرة الاستنبات العشوائي، التي انتشرت في المقاطعات المهمشة.
التقارير التي توصل بها الوالي كشفت عن وجود بنايات عشوائية جديدة استفادت من خدمات الكهرباء، رغم غياب الشروط الإدارية، مما أثار تساؤلات عديدة حول طبيعة التدبير في هذه المناطق.
ووفقا لما توصلت به الجريدة 24، فقد شنت السلطات المحلية، بقيادة قائد ملحقة الأمان بمنطقة سيدي مومن، حملة غير مسبوقة لإزالة كافة أشكال العشوائية.
وشملت التدخلات إزالة البنايات والإسطبلات التي شيدت بشكل غير قانوني، والتي كانت تشكل مصدر إزعاج وتلوث بيئي خطير.
هذه المنشآت ساهمت في تحويل أجزاء من المنطقة إلى بؤر للنفايات والمظاهر غير اللائقة، مما جعل التدخل ضرورة ملحة لتحسين جودة الحياة.
وأكدت مصادر محلية للجريدة 24، أن السلطات استدعت المتورطين في تشييد الإسطبلات والبنايات العشوائية، وأمرتهم بإخلاء المواقع فورًا.
هذه الجهود تهدف إلى استعادة الملك العمومي وتحويله إلى فضاءات تخدم السكان، مما يعزز من جمالية المدينة ويهيئها للمناسبات العالمية.
الحملة لم تقتصر على سيدي مومن فحسب، بل شملت مناطق أخرى مثل دوار أولاد ملوك بمنطقة الهراويين، حيث أزالت السلطات التجمعات الصفيحية ورحلت مئات السكان إلى مناطق مجاورة كمديونة.
كما استهدفت التدخلات منطقة الرحمة 2، حيث أُزيلت تجمعات عشوائية مثل دوار "الراضي" و"دوار سي أحمد". هذه الخطوات تأتي ضمن برنامج شامل لمحاربة السكن العشوائي وغير اللائق بجهة الدار البيضاء-سطات.
كما أعطى محمد امهدية، والي جهة الدار البيضاء-سطات، أوامره للسلطات المحلية بالشروع الفوري في إزالة الواجهات الأمامية للمحلات التجارية والمقاهي والمطاعم وغيرها، التي تجاوزت الحدود المسموح بها.
هذه الحملة التي شملت عدة مناطق في الجهة، تُعد بداية لنهج جديد في التعاطي مع هذه الظاهرة التي أثارت استياء السكان والمهتمين بجمالية المدينة ونظامها العام.
وقد شهدت عمالة مقاطعات أنفا تحركاً سريعاً استجابة لتوجيهات الوالي، حيث قامت السلطات المحلية، وفقا لما عاينته الجريدة 24، بهدم الواجهة الأمامية لأحد أكبر محلات بيع السيارات في شارع الزرقطوني، الذي يقع أمام مطعم الهيبة الشهير.
هذا الإجراء لم يكن استثناءً، بل امتد ليشمل العديد من المحلات والمقاهي الأخرى في المنطقة، مما يعكس جدية السلطات في تنفيذ هذه الحملة دون تمييز أو استثناء.
كما شهد حي الوحدة 1 بمقاطعة سباتة يوم الثلاثاء الماضي حملة واسعة النطاق، قادها باشا الدائرة ورئيس مقاطعة سباتة، بمشاركة فعّالة من الشرطة الإدارية وعناصر الأمن التابعة لمنطقة بن امسيك، وقائد الملحقة الإدارية 62 بالسالمية 2.
استهدفت الحملة القضاء على الفوضى واستعادة النظام، حيث تم إخلاء الملك العام الجماعي من المحلات الحرفية العشوائية التي تفتقر إلى التراخيص الإدارية، وإغلاق حوالي 28 محلًا غير قانوني، من بينها ورشات ميكانيك السيارات.
كما طالت التدخلات إزالة المتلاشيات والسيارات المهملة التي تحولت إلى بؤر للأوساخ والمخلفات، حيث جرى نقلها إلى المحجز البلدي، في خطوة تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وضمان بيئة أكثر نظافة وتنظيمًا للسكان.
فيما شهدت عدد من الأسواق، حملة واسعة لإزالة الباعة الجائلين وأصحاب الفراشة، أبرزها في سوق كراج علال بالعاصمة الاقتصادية.
ولاقت جهود السلطات الحالية، إشادة واسعة من قبل المتابعين، الذين دعوا إلى تعميم هذه الحملة لتشمل جميع المناطق المتضررة، بهدف القضاء على تراكمات سلبية طويلة الأمد.
وتمثل الحملة أيضًا استجابة فعلية لتوجيهات والي الجهة، الذي يسعى إلى إنهاء مظاهر البداوة والتريف التي لا تزال تشوه صورة العاصمة الاقتصادية وطنياً ودولياً.
وتشير المعطيات إلى أن هذه الحملة جزء من استراتيجية أكبر لتعزيز التنمية الحضرية وتحسين مستوى العيش في مدينة الدار البيضاء.
كما تعكس التزام السلطات بمعالجة القضايا التي ظلت عالقة لعقود، في إطار رؤية تستهدف تحويل المدينة إلى مركز حضري يتماشى مع المعايير العالمية.