شرط جزائي ضخم يضع إدارة الرجاء في مأزق

الكاتب : انس شريد

08 ديسمبر 2024 - 09:30
الخط :

في خضم الأجواء المشحونة والمليئة بالضغوط، يقف نادي الرجاء الرياضي في مفترق طرق حاسم.

ويبدو أن حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها النادي لم تعد مجرد أزمة عابرة بل أشبه بعاصفة تهدد بتغيير معالم المشهد الكروي لـ"النسور الخضر".

ويواجه رئيس النادي، عادل هالا، لحظات صعبة، حيث تزداد الأصوات المطالبة بإقالة المدرب البرتغالي ريكاردو سابينتو.

لكن المعضلة ليست بهذه البساطة، فالتعقيدات تتجاوز حدود النتائج السلبية التي سجلها الفريق، لتتعمق في أروقة الإدارة وتنعكس على الخيارات الاستراتيجية.

المباراة القادمة ضد ماميلودي صن داونز، ضمن دوري أبطال إفريقيا، قد تكون بمثابة "الاختبار الأخير" للمدرب البرتغالي.

لكن المشكلة ليست فقط في تحقيق نتيجة إيجابية أو سلبية في هذه المباراة، بل في عبء الشرط الجزائي الضخم الذي يربط النادي بالمدرب.

ويضع مبلغ 500 مليون سنتيم إدارة الرجاء أمام معادلة مستحيلة تقريباً، بين الرغبة في التغيير والقدرة على تحمل التبعات المالية لهذا القرار.

وبدأت الجماهير التي كانت تُعتبر دائماً الحصن المنيع للنادي تفقد صبرها، خاصة بعد السقوط المخيب أمام مانيما، حيث باتت ترى في المدرب الحالي رمزاً للضعف الفني.

لكن الاحتجاجات لم تتوقف عند عتبة الجهاز الفني، بل امتدت لتطال المكتب المسير نفسه، متهمة إياه بالتقصير والعجز عن اتخاذ قرارات شجاعة.

من داخل أسوار النادي، تتضح حالة الانقسام بين أعضاء المكتب المسير. أصوات تطالب بالتحرك الفوري لإقالة سابينتو مهما كانت التكلفة، في حين يعتقد آخرون أن الأزمة أعمق بكثير من مجرد تغيير مدرب.

بالنسبة لهؤلاء، فإن المشاكل تعود إلى افتقار النادي لخطة واضحة واستراتيجية متماسكة تعيد الهيبة التي لطالما اقترنت باسم الرجاء.

ومع كل هذه الضغوط، أصبح مستقبل الفريق في البطولة الإفريقية على المحك.

ويشكل المركز الأخير في المجموعة والرصيد الهزيل من النقاط يشكلان جرس إنذار للجميع، بأن التراجع لم يعد خياراً قابلاً للنقاش.

لكن التحدي الأكبر ربما لا يكمن فقط في الأداء داخل الملعب، بل في قدرة الإدارة على رأب الصدع الداخلي وتوحيد الرؤية بين مختلف الأطراف.

ويبدو أن الخلافات وصلت إلى نقطة اللاعودة، ما يثير مخاوف من أن تتحول الأزمة الحالية إلى بداية انهيار أكبر.

في هذه اللحظة الحرجة، تتوجه الأنظار إلى ما ستقرره الإدارة في الأيام القليلة القادمة.

هل ستتمكن من تجاوز التحديات المالية والفنية والسياسية؟ أم أن الرجاء سيجد نفسه غارقاً في دوامة أزمات لا تنتهي؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستحدد ملامح المستقبل للنادي الذي طالما كان رمزاً للبطولات والشموخ.

آخر الأخبار