وهبي يحذر: الذكاء الاصطناعي قد يقلب موازين الانتخابات القادمة

الكاتب : انس شريد

18 ديسمبر 2024 - 07:30
الخط :

أطلق وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، تصريحات مثيرة للجدل خلال مشاركته في يوم دراسي بمجلس النواب، مما أثار نقاشاً واسعاً حول قضايا الديمقراطية ومستقبل العملية الانتخابية في ظل التطورات التكنولوجية.

وأكد وهبي، الذي اختار الحديث عن تأثير الدولة العميقة والذكاء الاصطناعي على الانتخابات، أن العالم محكوم بأنظمة تخطيطية دقيقة، حيث لا تأتي الأمور السياسية محض صدفة.

واستشهد بحالة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مشيراً إلى أن وصوله للبيت الأبيض لم يكن مجرد مصادفة، بل نتيجة مهام محددة تم تكليفه بها.

في سياق مداخلته، أوضح وهبي أن العملية الانتخابية في أي مكان في العالم لا تخلو من رقابة من قبل ما وصفه بـ"الدولة العميقة". وبيّن أن السياسة ليست عشوائية أو اعتباطية، بل كل خطوة فيها مخطط لها ومدروسة بعناية، بما في ذلك تصريحات السياسيين أنفسهم.

هذا الطرح، وإن كان يفتح باباً للتأمل في الكواليس السياسية العالمية، إلا أنه أثار تساؤلات حول مدى تأثير هذه الرقابة على نزاهة الانتخابات في المغرب والعالم.

وأضاف وهبي عنصرًا جديدًا للنقاش بتحذيره من دخول الذكاء الاصطناعي على خط العملية الانتخابية.

ووفقًا لما قاله، فإن التكنولوجيا قادرة على تشويه صورة المرشحين باستخدام محتوى زائف يُنسب إليهم، ما قد يضلل الناخبين ويغير مسار العملية الانتخابية.

واستطرد قائلاً إن الناخب العادي قد يجد نفسه أمام خطاب منسوب لمرشح معين، بينما الحقيقة أن الذكاء الاصطناعي هو الذي صمم هذا المحتوى.

وحذر من أن هذا النوع من التدخل يمكن أن يكون له تأثير كارثي على العملية الديمقراطية إذا لم تتم مواجهته بآليات واضحة وقوانين رادعة.

ما زاد من إثارة النقاش هو حديث وهبي عن الجهة التي تحتسب الأصوات وتعلن النتائج، حيث اعتبر أن هذا الجانب هو الأكثر حساسية في أي انتخابات، وليس مجرد الإدلاء بالأصوات.

ووفقاً له، فإن التحكم في عملية العد وإعلان النتائج يمنح جهة ما السلطة المطلقة على مخرجات العملية الديمقراطية، وهو ما يستدعي يقظة إضافية لضمان الشفافية.

في هذا السياق، دعا وهبي إلى ضرورة التحرك العاجل لوضع ضوابط تقنية وقانونية لمواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي وتأثيره على العملية الانتخابية.

كما طالب بنقاش وطني موسع حول كيفية ضمان نزاهة الانتخابات القادمة في ظل هذه التحديات الجديدة، مؤكداً أن الحلول التقليدية لم تعد كافية لمواجهة التهديدات التي يفرضها التطور التكنولوجي السريع.

تصريحات وهبي، التي حملت نبرة تحذيرية، تعكس مخاوف أعمق من قدرة التكنولوجيا الحديثة على اختراق الأنظمة الديمقراطية.

ويبدو أن هذه القضايا ستظل محط نقاش حاد، خلال الانتخابات القادمة، حيث ستجد الأحزاب السياسية نفسها مضطرة للتعامل مع واقع جديد يتجاوز المفهوم التقليدي للحملات الانتخابية.

آخر الأخبار